تساءل فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة عن سبب إصابة القلوب بداء الحقد وهي النار في الصدر التي تحرق الحاقد قبل أن يمتد لظاها لغيره من الناس، فيسود قلبه، وتتكدّر حياته، وينبذه الناس اتقاء لنيران حقده وبغضاً له، هذا الحقد الذي يصيب بنيان الأمم بالتصدع والدمار؟ وكيف نعالج أنفسنا منه متى ابتلينا به؟ وما أسباب الوقاية من هذه النار التي تحرق صاحبها في الدنيا قبل الآخرة؟ ويقول دكتور ناصر العقل: إن الحقد داء يصيب القلب بسبب فساد في النفس، وضعف في الإيمان واعتلال في الضمير، وكثير ممن يصابون بهذا الداء لا يستطيعون تحديد سبب دقيق لحقدهم على شخص بعينه، وفي معظم الأحوال تجدهم يحقدون على كل الناس، بما في ذلك من هم دونهم مالاً ومكانة. والإسلام عندما عالج القلب مما قد يصيبه من أمراض مثل الحقد والحسد، فإنه لم يحم المجتمع فقط من شر الحاقدين، بل حمى الحاقد من شر نفسه، والعلاج لمثل هذا السلوك الدفين في النظرة الإسلامية يتمثل بأمور كثيرة، منها: 1- غرس المعاني الإيمانية بالقلوب: من محبة الله، والخوف والخشية منه -سبحانه وتعالى- ومحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وجماع ذلك كله تقوى الله -تعالى- واستشعار رقابته. 2- التربية الجادة على الدين والخلق القويم، وأول ذلك إبراز القدوة الحسنة والأنموذج الطيب. 3- استخدام الرادع الشرعي والحزم عندما تستفحل هذه الظواهر الرديئة في المجتمع (فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).