انتقل إلى رحمة الله تعالى وفارق دنيانا أخ عزيز وقريب مقرب إلى قلبي وقلوب أفراد عائلتي، إنه الرجل العفوي وابن عمتي الفقيد عبدالرحمن اليوسف الشريف، بعد حياة حافلة بالجد والمثابرة بحثاً عن رزق حلال ولقمة عيش طرية. كانت وفاته نتيجة أزمة قلبية في محافظة الليث التابعة لمنطقة مكةالمكرمة التي ارتحل إليها من مسقط رأسه محافظة عنيزة بالقصيم، لكنه لم ينس موطنه ومسقط رأسه، فهو يزور عنيزة بين وقت وآخر. لقد كان أبا يوسف مخلصاً لكل من يعمل معه، وكان عطوفاً على الصغار ويكن احتراماً للكبار. لقد ظل ابن عمتي الفقيد عبدالرحمن الشريف - رحمه الله - لا يأبه ببهارج الحياة، ولا ينظر إلى زخارفها، ولا يعبأ بمظاهرها، كان طيب القلب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وكان عطوفاً بكل معاني العطف، يتجلى ذلك العطف والطيبة والعفوية في تصرفاته وسلوكه ويسير بها في منهج حياته التي تسير معه على سجيته وعفويته التي عرفها الناس عنه. رحل ابن عمتي الفقيد الراحل عبدالرحمن الشريف بصمت وهدوء بعيداً عن المقدمات، فكانت الأزمة القلبية التي انتهت بها حياته متمثلاً بهذا الرحيل قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} سورة الرحمن (26 - 27)، وقول الشاعر العربي: كان الرحيل الهادئ الذي غلف نهاية حياته صورة لهدوئه وطبيعته الهادئة فكانت كل حياته هدوءاً وسمتاً، وكان رحيله بصمت ودون ضجيج، فكان الرحيل المفاجئ الذي بكت له القلوب قبل العيون التي أنهمرت منها الدموع، إلا أن ذلك كله جعلنا على يقين بقضاء الله تعالى ومشيئته فسكنت القلوب لذلك واطمأنت لحكم الباري جلت قدرته. اللهم لا راد لقضائك ولا معقب لحكمك، اللهم أرحم الفقيد بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جناتك جنات النعيم وألهمنا جميعاً صبراً وسلواناً، عزائي الكبير أقدمه لشقيقه ابن عمتي أحمد بن يوسف الشريف - حفظه الله - وشقيقاته وإلى ابنه يوسف الذين ظلوا برباطة جأش مؤمنين بالقضاء والقدر، وزوجاته الكريمات و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. سليمان بن علي النهابي [email protected]