المباراة المرتقبة بعد غد الخميس بين النصر والهلال قد لا تعني الشيء الكثير بالنسبة للفريق المضيف (النصر) سوى أنها مواجهة مع المنافس التقليدي، ويضاف إلى ذلك أن فوز النصر قد يؤدي لتحسين مركزه في سلم الترتيب بالنسبة لدوري عبداللطيف جميل. أما من جانب الفريق الهلالي فإنها تعني الكثير له ولمحبيه وعشاقه؛ فعلاوة على أن الفوز سيمضي بالهلال متصدراً للفرق - وهذا بحد ذاته أمر في غاية الأهمية في ظل المنافسة الشرسة من فريق الأهلي - إلا أن للفوز غاية أخرى ذات أهمية قصوى؛ إذ إن الانتصار على فريق يعد منافساً تقليدياً سيعزز الثقة بين جماهير الهلال ومدرب فريقهم، بعد أن اهتزت هذه الثقة وشابها بعض الشوائب في الآونة الأخيرة، حتى أن العديد من الأصوات الهلالية علت مؤخراً معربة عن استيائها لما وصفته بالقناعات الغريبة للمدرب دونيس، بل إن البعض وصف تدخلاته الفنية في المباريات الأخيرة ب(التخبطات)؛ ما أفقد الزعيم العديد من النقاط إما بالتعادل أو الخسارة، رغم أن الفريق يملك ترسانة من النجوم، بل إن العديد من الهلاليين أبدوا مخاوفهم من أن يخسر الهلال أمام منافسه التقليدي بعد غد؛ وبالتالي ستكون الخسارة موجعة؛ كونها من المنافس اللدود، ولكونها ستُفقد الهلال مركز الصدارة الذي ظل متشبثاً به طيلة المراحل السابقة من هذا الدوري، وستكون ثالث خسارة، و(الثالثة ثابتة) كما يُقال. ومن هنا تبدو هذه المباراة المرتقبة في غاية الأهمية للهلاليين أكثر مما هي مهمة للنصراويين ولفريقهم الذي قد يدخل لاعبوه هذا اللقاء بضغوط أقل وأخف، على عكس لاعبي الهلال الذين سيخشون التعثر على يد منافسهم التقليدي. هذا اللقاء المرتقب سيجعل مدرب الهلال دونيس على المحك بعد خسارتيه من الاتحاد والأهلي في هذا الدوري، وستكون مباراة الخميس أشبه بلقاءات خروج المغلوب؛ إذ لا بد من الفوز ليستمر الفريق بالمقدمة، وليمحو آثار الخسارتين الماضيتين. وجماهير الهلال لن تقبل بالخسارة الثالثة أمام ثالث الأربعة الكبار، ف(الثالثة ثابتة) كما يقال، ولن تمر مرور الكرام؛ لذا فهو امتحان صعب لليوناني دونيس الذي وضع أكثر من علامة استفهام في اللقاءات الأخيرة لفريقه، ابتداءً من مباراة الإياب أمام الأهلي الإماراتي في دوري أبطال آسيا بتدخلاته الفنية التي قوبلت بالانتقاد من قِبل بعض المختصين، وبعدم الرضا من قِبل معظم الهلاليين. والسؤال هنا: هل ينجح دونيس ولاعبوه في هذا الامتحان، ويتجاوزون هذا المنعطف المهم والحرج أم يكون الإخفاق الذي قد يؤدي إلى الفراق بين الهلال ومدربه..؟!! مثالية الهلال لا تجدي!!! المتابع لسياسة إدارة نادي الهلال الحالية التي يقودها الأمير نواف بن سعد يلاحظ التزامها الصمت وبُعدها عن الصخب الإعلامي وردود الأفعال السلبية رغم أن الفريق الأول لكرة القدم يخوض مواجهات (شرسة) من أجل أن يظفر ببطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وقد ارتُكبت بحقه أخطاء سلبت منه بعض حقوقه. ورغم أن هذه البطولة باتت مطلباً ملحاً للهلاليين بعد أن غاب عنها فريقهم أربعة مواسم إلا أن سياسة الصمت لدى إدارة نادي الهلال ما زالت سارية المفعول، بالرغم من أن فريقها حتى الآن ما زال في المقدمة؛ ما يتطلب معه أن يكون هناك حضور إداري إعلامي فعّال، يوازي مكانته، ويطالب بحقوقه. هذا التوجه أو هذه السياسة الهلالية تأتي على عكس سياسة وتوجهات الأندية الأخرى المنافسة، وحتى غير المنافسة، التي لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتتوقف عندها، وفي مقدمة ذلك التحكيم وهمومه ومشاكله وإخفاقاته.. فالآخرون عدا إدارة نادي الهلال يرون أن سياسة (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) هي خير وسيلة لانتزاع ما يجوز وما لا يجوز(!!!)، وأن الغلبة دائماً لصاحب الصوت القوي بل المجلجل. وفي ظل ذلك يتخوف الكثير من الهلاليين من أن صمت الإدارة الهلالية ومثاليتها قد يستغلها البعض للصعود على (أكتاف) الهلال والنيل منه، وقد حدث مثل هذا بالفعل. وبالرغم من أن الهلال قد تضرر، ومن التحكيم بالذات، كغيره من الأندية الأخرى، لكن إدارة الهلال لا تحبذ سياسة الضجيج التي ينتهجها البعض وإن آتت أُكُلها معهم..! جميل جداً أن تتحلى إدارة الهلال بالمثالية والواقعية، وهذا ديدن معظم الإدارات الهلالية السابقة، إن لم يكن جميعها، ولكن شريطة أن لا يكون ذلك على حساب حقوق النادي؛ فهناك مواقف وحالات تتطلب أن يكون لإدارة الهلال حضورها وقوتها؛ إذ هناك من يستغل هذه المثالية للنيل من الهلال وسلب حقوقه، ومنها تأليب الحكام ضد الفريق. فسياسة الصمت والمثالية وإن كانت مطلباً لكنها لا تجدي مع من لا يقدرها بل يستغلها الاستغلال السيئ. على عَجَل o الدفع الرباعي أخذ منحى آخر هذا الموسم، وأصبحت وجهته واضحة للعيان..! o الحكام لا يعاقبون إلا إذا ارتكبوا أخطاء بحق أندية محددة..! o تفاءلنا خيراً بالحكم تركي الخضير في الموسمين الماضيين، لكن آمالنا به خابت هذا الموسم..! o لا يزال المدربون هم ضحايا إخفاقات الأندية، فمتى نسمع أو نقرأ عن استقالة رئيس نادٍ بعد إخفاق فريقه دون أن يتعرض لمدرب الفريق، حتى رئيس الرائد الذي قدم استقالته أمس الأول سبق أن ألغى عقد مدرب الفريق الذي بدأ معه هذا الموسم..! o ماذا لو تضمن عقد اللاعب مع ناديه شرطاً جزائياً، يخوله فسخ عقده إذا ما تأخر النادي عن صرف مستحقاته من رواتب أو مقدم عقد بعد مضي فترة محددة بحيث يحق له الالتحاق بأي ناد آخر؟ هل ستتأخر حقوق اللاعبين..؟! o المدرب الوطني الذي يشرف على أحد منتخباتنا للفئات السنية يقوم بمهمة مزدوجة: الأولى تدريب لاعبي المنتخب، والثانية انتقاء النجوم الموجودين معه ومحاولة نقلهم لناديه. وقد سجل نجاحاً ملحوظاً في المهمة الثانية..!!