عندما يباغتك أحدهم (بصورة سيلفي) دون سابق معرفة، في مكان عام، هل يجب عليك أن تبتسم؟! الطبيعي أن أغلب الناس (مكشّرين)، وبعضهم (معصّب) ويعتبر هذا تطفّلاً، قليلون من (سيبتسمون) أمام الكاميرا بروح مرحة، على الأقل هذا ما أظهره برنامج الكاميرا الخفية، في الحقيقة أن المشاهير أيضاً هم جزء من اللعبة، ولكن بذكاء؟! فمنهم من يبتسم حتى ينتهي الفلاش، ثم يشن هجوماً لاذعاً على المصوِّر بعد انتهاء التصوير على طريقة (متى المعرفة)؟! تخيّل أن من قام بذلك شخص تعرفه، هل ستختلف ردة فعلك؟! لن تتغيّر النتائج كثيراً، فمعظم صورنا اليوم (بدون ابتسامة)، بعضنا يتصنع ذلك أمام الكاميرا، ونسبة كبيرة من صورنا نظهر فيها (مكشّرين) أو على الأقل (دون ردة فعل) واضحة، على اعتبار أن هذه ثقافة جادة تعكس طبيعتنا الصحراوية الجافة، يبدو أن المسألة تحتاج إعادة نظر، فتش في صورك اليوم؟ ربما أنك بحاجة لقرار لتغيير ابتسامتك أمام الكاميرا! تبعاً لتحليل الصور التاريخية، مُنذ اكتشف الإنسان الكاميرا قبل أكثر من 200 سنة، ابتسمت المرأة للكاميرا قبل الرجل وتحديداً في العام 1930م، بينما أول صورة ابتسم فيها الرجل تعود للعام 1950م، حيث كان التجهّم، والتحديق في عدسة التصوير جزءاً من الثقافة الذكورية على ما يبدو؟! يُظهر الرسم البياني الذي نشرته جامعة كاليفورنيا مؤخراً لتحليل صور الناس، أن زوايا الشفاه أمام الكاميرا عام 1900م، كان يجب أن تكون صفراً، لأن الابتسامة أمام الكاميرا عيب في الثقافة الأمريكية تحديداً، حيث كان الفقراء أو الطبقات الأقل هم من يبتسمون فقط أمام عدسة الكاميرا، أما أنبل الناس وأشرفهم، فهم من يطبقون شفاههم أمام عدسات المصوِّرين كجزء من (الجمال)، في كل عام كانت الشفاه تُفتح شيئاً فشيئاً، وتبتعد عن بعضها البعض، حتى ظهرت أسنان النساء بعد ثلاثة عقود، والرجال بعد خمسة عقود، بل إن الأمور تغيَّرت في نهاية الخمسينات الميلادية، حيث أصبحت الابتسامة أمام الكاميرا مطلب، وباتت صور الإعلانات تقتضي وجود (رجل وأمراه) يبتسمان، لتزداد المبيعات؟! ربما أن لا مُحفزات كثيرة تساعد على (الابتسامة) هذه الأيام في حياتك الخاصة، ولكن تذكر أن الصورة التاريخية ستبقى (ذكرى جيدة) تجعل من يشاهدها بعدك إما أن يبتسم مثلك، أو أن تصيبه بتكشيرة؟! وعلى دروب الخير نلتقي.