«رجل الجوازات ليس الوحيد غير المبتسم بل كل الموظفين في جميع القطاعات»؟ هذه العبارة نقلتها الوطن عن المدير العام للجوازات السعودية الفريق سالم البليهد. معللاً عدم ابتسامة البعض بأن هناك عوامل «خارجية» تجبر الموظف على أداء عمله بلا ابتسامة. عدم انتشار الابتسامة لدى موظفي القطاعات حقيقة لها استثناءات قليلة، إنما مسألة العوامل الخارجية لم افهمها جيداً، ربما يكون «الفريق سالم» قصد عوامل ناشئة من خارج الجهاز أو القطاع المعني. إذا كان فهمي دقيقاً أعتقد أن العوامل من داخل أي جهاز هي المسبب الأول للتجهم والتطنيش، لاحظ أني لا استحلب ابتسامة، ولا أطالب بها، في تقديري أن المطالبة بابتسامة من موظفين ضرب من المثالية، أتناول الموضوع بشكل عام، هناك مسافة شاسعة بين التجهم والابتسامة، نحن نريد الخروج من «مضارب» التجهم، من دائرة إشعار «المراجع» بأنه ضيف ثقيل حضر دون موعد وقت قيلولة الموظف! من لجنة «التنبيش» عن ورقة ناقصة وشجرة عائلتها موجودة على «السستم». ثم إن الابتسامة ليست شائعة «الاستخدام» في مجتمعنا بل وفي كثير من المجتمعات لا في المطارات ولا الشوارع، لكننا نتميز بالتجهم، بل إن بعض الباعة حينما تدخل لمحالهم تجدهم «مكشرين» رغم أن في جيبك مالاً، وربما يحصل على نسبة منه، مرة أعجبتني سلعة في محل، لكني لم أجد ما يشابه أسلوب البائع في التعامل مع مشترين سبقوني سوى أسلوب «الشبيحة»! صور كثيرة للابتسامات، وشكل واحد «للتكشيرة»، هناك ابتسامة صفراء مثل بوابة دخول لمتاهة لا يعرف طريق الخروج منها، وهناك ابتسامة صافية تشفي الهموم تصدر من نفوس مطمئنة... نادرة، لكن اصطناع الابتسامة أمر مكشوف هي بالطبع أفضل من «التكشيرة»، لذلك نصحوك عند التصوير بقول «تشييز». الموظف في مكتبة يبتسم لصديق أو «مقايض» محتمل، وربما صاحب جاه هطل فأحدث حضوره جلبة في المكان، وابتسامته تصبح أكثر اتساعاً إذا ماكان الضيف صديقاً عزيزاً للمدير مصداقاً لقول المطرب «اذكرني مرة لو بعد عام». وهناك من تخطئ في فهم ابتسامته، ولا تعلم أن سببها عوامل داخلية في وضعية الفك! لا يمكن مطالبة «الموظف في كل القطاعات أو غيره» بأمر لا نجيده نحن، الأولى أن نطالب بالاحتراف في إنجاز الأمور واحترام قيمة الإنسان، ودفع الانطباعات الشخصية - عند التعامل - بعيداً، ومعها العوامل الداخلية والخارجية. سألت صديقاً يعاني من ضائقة مالية عن أفضل ابتسامة؟ فقال ابتسامتك في وجه من جاء يرد سلفة أخذها قبل أعوام واختفى! الجوازات، إذا رغبت إشاعة الابتسامات على وجوه المواطنين «لدرجة التشقق» فعليها أن تجد وتجتهد في محاربة ظاهرة هروب العمالة وسوقها السوداء، ومخالفي نظام الإقامة، عندها مع الابتسامة ستحصل على الدعاء والتقدير. www.asuwayed.com twitter | @asuwayed