أن يكون العمر الافتراضي للكتاب المدرسي (ثلاثة أعوام) هذا أمر غير منطقي، ولا جدوى من تطبيقه، أما أن يتم دمج مقررات (النشاط وكتاب الطالب) سعياً لتقليل عدد الصفحات، ليكون وزن الكتاب خفيفاً، وترحيل ما يمكن إلى (الحاسوب) فهذا أمر منطقي جداً، وما زال الكثيرون يطالبون به! وزارة التعليم اتخذت (الخطوة الأولى) عندما اجتمع مشرفو ومشرفات المقررات المدرسية هذا الأسبوع، وخلصوا إلى توصيات مهمة لتطوير الكتاب المدرسي، وجعله ملائماً للمرحلة التعليمية، وللعصر التقني الذي نعيشه اليوم، وخصوصاً أن (وزن الكتب وحجمها) أثقل كاهل الطلاب، وهو أمر لا يُطاق للكبار، فكيف بطلاب المراحل الأولى؟ وبقي الآن أن يفكر المسؤولون في الوزارة في تفعيل بعض هذه التوصيات وتحويلها إلى واقع، والتفكير في حلول جديدة، وفتح باب النقاش ليشمل أفكار المعلمين والطلاب، فهم المعنيون بهذا الأمر، ولربما قدّم بعضهم أفكاراً وحلولاً عملية ومنطقية! قبل نحو عامين أطلقت وزارة (التربية والتعليم) آنذاك، فيلماً توعوياً كرتونياً، يحذِّر الآباء من الوزن لزائد للحقيبة المدرسية، ويؤكِّد أن هناك أضراراً صحية من زيادة وزن الكتب المدرسية في اليوم الواحد عن 10- 15% من وزن الطالب، وهنا أستغرب كون الوزارة تحذِّر من أمر هي المُتسبّب فيه - ولا تزال حتى اليوم - لأن الحل بيد وزارة التعليم (لتخفيف وزن الكتب)، لا بيد أولياء الأمور أو الطلاب؟! هل يمكن أن يكون (وزن الحقيبة) التي تضم الأدوات المدرسية، ودفاتر الطالب، والفسحة، والكتب، متوافقاً مع المعايير السابقة؟! إذا ما سلّمنا بصحة مُجمل الأوزان المُعلنة (لجميع الكتب) للمراحل التعليمية والتي لا تتجاوز أوزانها حسب الوزارة في المرحلة الابتدائية عن (2 كيلو و100 جرام)، المرحلة المتوسطة (5 كيلو و100 جرام)، والمرحلة الثانوية (6 كيلو و60 جراماً)، على اعتبار أن جدول الحصص اليومية سيخفض هذه الأوزان تبعاً للمقررات، فإننا سنجد أنها حتماً تتراوح بين 20 - 25 % من وزن الطالب، وهذا مُضر بالصحة، ويتطلب تحركاً سريعاً من الآن لمعالجة الوضع في الأعوام المقبلة! وزير التعليم رجل يحارب التقليدية في العمل، ومُتقبل للأفكار التطويرية التقنية، ويستطيع أن يحدث في عهده الوزاري تغييراً فيما يخص الكتب والمقررات الدراسية، لتتذكر الأجيال المقبلة بصمته! وأنا هنا أدعوه لزيارة بعض الفصول الدراسية، وتجربة (حمل حقائب) بعض الطلاب عملياً، ليتعرَّف أن حجمها - بالنسبة لأبنائنا وبناتنا - لا يقل ثقلاً عن حجم وهم (حقيبة الوزارة) التي يحملها معاليه على عاتقه؟! وعلى دروب الخير نلتقي.