أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ننائج الغارات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، لكنه أشار إلى أنها غير كافية لتطهير هذا البلد منهم ودرء خطر الهجمات الإرهابية عن روسيا, مما يؤشر إلى احتمال زيادة التورط الروسي في الأزمة السورية. وفي اجتماع أجراه الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني مع قادة وزارة الدفاع الروسية في مقر إقامته بضواحي موسكو، دعا بوتين العسكريين المشاركين في عمليات القوات الجوية الروسية في سوريا إلى «عدم خفض وتيرتها ولا مستواها المهني العالي». وبعد استماعه لتقارير مسؤولين عسكريين عبر جسر تلفزيوني، أعرب الرئيس الروسي عن شكره لهم على تنفيذ المهمات المطروحة. وشدد بوتين على أن نتائج هذا العمل «لا تزال غير كافية لتطهير سوريا من المسلحين والإرهابيين وحماية روسيا من هجمات إرهابية محتملة». وتابع قائلاً: «أمامنا عمل كبير، وأنا آمل أن تكون المراحل اللاحقة (في تنفيذ المهمات) على المستوى نفسه من الجودة والمهنية وتؤتي ثمارها». وكلف بوتين رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية برفع تقارير منتظمة إليه حول أداء المهمات المتعلقة بالعملية في سوريا. ورغم إعلان الرئيس بوتين الغارات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، لكنه أشار إلى أنها غير كافية لتطهير هذا البلد منهم ودرء خطر الهجمات الإرهابية عن روسيا, أكد المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أنه لا يجري الحديث عن تنفيذ عملية برية للقوات الروسية في سوريا. وقال رداً على سؤال ل»الجزيرة» حول هذا الموضوع: «نعم، بالتأكيد، لا حديث عن العملية البرية». وكان الرئيس الروسي، قد أوعز يوم 30 أيلول/سبتمبر 2015، ببدء عمليات عسكرية في سوريا. ومنذ ذلك التاريخ، بحسب النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، نفذت القوات الجوية الفضائية الروسية، خلال ثمانية وأربعين يوماً من بدء العمليات في سوريا 2289 طلعة جوية، دمرت خلالها 4111 موقعاً للإرهابيين. وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أن روسيا وسعت من نطاق عملياتها الجوية الفضائية الروسية في سوريا، بعد توصل التحقيقات إلى نتائج تؤكد تحطم الطائرة الروسية في مصر نتيجة عمل إرهابي، باستخدام القاذفات بعيدة المدى وحاملات الصواريخ الإستراتيجية المزودة بصواريخ كروز المجنحة. وفي الأثناء, بحث وزير الخارجية الروسي مع نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني تطبيق اتفاقات فيينا بشأن تسوية الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال جرى بمبادرة من واشنطن، وتبادل الجانبان خلاله تطوير الآراء حول تسوية الأزمة السورية، والذي أطلقه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما أثناء لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين في أنطاليا، الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني.