ليس هناك أجمل من اعتذار المخطئ، خاصة إذا كان في موقع قيادي، وذلك لأن خطأ القيادي يترتب عليه أخطاء أخرى كثيرة، قد تؤثر على سياق عمل مؤسسة كاملة، كما قد يؤثر على كل العاملين في المؤسسة. وهذا لا ينفي جمال اعتذار الإنسان البسيط المغمور، حين يخطئ على زوجته أو ابنه أو صديقه. حقاً، الاعتذار هو أنبل سلوك إنساني، بشرط ألاّ يصدر تحت ضغوطات، وأن يكون صادقاً ونابعاً من القلب، وهكذا سيكون قيمة أخلاقية راقية. في الأشهر العشر الماضية، انشغل الرأي العام بقضية تلفظ وكيل وزارة على رئيس نادي الشرقية الأدبي السابق، واتهامه إياه بالسرقة والفساد. وبعد مرافعات قضائية طويلة، توصل قاضي المحكمة الجزائية بالرياض إلى حلٍّ وسط ينهي القضية، وذلك بأن يعتذر وكيل الوزارة من رئيس النادي. وبالفعل قام الأول بالاعتذار خطياً: «أفيد سعادتكم أنني لم أقل لكم أنكم سرقتم النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، ولم أتهمكم في ذمتكم المالية وأمانتكم، ولم أقل بأنكم شخص ليس مضموناً نزاهته، وإنني طيلة الفترة التي عملتم بها كرئيس للنادي الأدبي في المنطقة الشرقية، لم نجد منكم إلا الإخلاص والأمانة والتفاني في خدمة الأدباء والمثقفين.. أدعو المولى عز وجل أن يكثر من أمثالكم وينفع بكم وطننا الغالي، وأن يوفقكم في حياتكم العملية والعلمية، وهذا اعتذار مني لسعادتكم يفيد عدم صحة ما نسب إليّ والذي لم أقله في حقكم». شكراً أيها القاضي.