سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مباحثات سعودية- عُمانية مثمرة في شؤون المنطقة بما فيها أوضاع سوريا واليمن ابن علوي: الرياض ومسقط اتفقتا على النظر إلى المستقبل وعدم البقاء رهينتين للماضي
عقدت بمبنى وزارة الخارجية العمانية أمس، جلسة مباحثات رسمية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. ورأس وفد المملكة معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، فيما رأس الجانب العماني معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله، بحضور عدد من المسؤولين بوزارتي الخارجية في البلدين. وقد استعرض الجانبان خلال جلسة المباحثات العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى عدد من القضايا والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، أن النظرة واحدة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان إلى كل الموضوعات التي تمت مناقشتها في جلسة المباحثات التي عقدت أمس بمسقط. وأوضح في تصريح بثته وكالة الأنباء العمانية «أن رؤية البلدين الشقيقين متوافقة فيما يتعلق بالأهداف المرجوة بدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وكيفية الوصول إلى أفضل وسيلة لتحقيقها». وقال: إن المباحثات كانت مثمرة وبناءة وتم التطرق خلالها إلى العديد من الموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين والمنطقة، بما فيها الوضع في سوريا واليمن، وكيفية تكثيف التعاون بين دول مجلس التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط. وأشار معاليه إلى أن الجلسة تناولت العلاقات الثنائية المتميزة والتاريخية بين المملكة العربية السعودية والسلطنة، وسبل تعزيزها وتكثيفها في المجالات كافة. من جانبه، أكد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله، أن السلطنة تبذل جهودا دبلوماسية لإيجاد حل سلمي في سوريا واليمن، مشيرًا إلى أن كل الأطراف التي لها وجود أو اتصال بهاتين القضيتين بصورة أو بأخرى، يبحثون عن حلول سلمية مبنية على استخدام الدبلوماسية، منتهجين في ذلك سياسة جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، التي تعتمد فيها الدبلوماسية العمانية وسائل يقبلها الجميع، مؤكدًا معاليه سعي السلطنة من خلال الدبلوماسية الهادئة، وبدون معارضة من أحد، وبالوسائل المحفزة للتقارب بين جميع الأطراف، من أجل الوصول إلى حلول سياسية قائمة مع ضمان استمرارها. وأوضح معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن المباحثات التي جرت أمس بين السلطنة والمملكة العربية السعودية تم الاتفاق على جدول أعمالها والتنسيق مسبقًا، وأن هناك أهدافًا مشتركة بين البلدين الشقيقين حول مناطق الصراع القائم في المنطقة، مشيراً إلى أن البلدين اتفقا أن ينظرا إلى المستقبل وعدم البقاء رهينين للماضي، فيما يتعلق بقضايا المنطقة. وأفاد معاليه بأن سلطنة عمان لا تستهدف موقف أية دولة من دول التحالف حول ما يتعلق بمبنى السفارة العمانية في صنعاء، وإنما كان الموقف هو الالتزام بالقانون الدولي، موضحًا أن صنعاء كانت منطقة حرب في ذلك الوقت، والعلاقات الأخوية التي تربط السلطنة والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون وكل دول التحالف هي أكبر من الحوادث التي قد تحدث في أي مكان. وأكد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، أن زيارته الأخيرة لسوريا كانت مهمة بالنسبة للأشقاء في المملكة العربية السعودية للاستماع إلى وجهة نظر السلطنة، مبينًا أنه استمع في دمشق إلى وجهة نظر الحكومة السورية وما يدور الآن في جميع الدول المشتركة، وفي مؤتمر فيينا، وكل هذه الجهود تمت مناقشتها في هذا اللقاء الذي كان مقررا قبل زيارة دمشق. من جهة ثانية، استقبل صاحب السمو فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان، أمس، معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير الذي يزور السلطنة حالياً. ونقل معالي وزير الخارجية تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى أخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وتمنياته الطيبة له بموفور الصحة والعافية، وللشعب العماني المزيد من التقدم والازدهار. وأعرب سموه عن ارتياح السلطنة للعلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، وما تحظى به من رعاية من لدن القيادة الحكيمة في كلا البلدين. وقد أبلغ سمو نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، معالي وزير الخارجية، بنقل تحيات جلالة السلطان لأخيه خادم الحرمين الشريفين وتمنياته الطيبة له -أيده الله- بدوام التوفيق، وللشعب السعودي المزيد من النماء والخير. من جانبه، أعرب معالي وزير الخارجية عن عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، والتعاون البناء الذي يجمع بينهما. وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين، بالإضافة إلى استعراض عدد من القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، والأهمية لتكثيف التشاور بين الأشقاء لما فيه خدمة الأمن والاستقرار. ويضم الوفد المرافق لمعالي وزير الخارجية كلاً من معالي وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية السفير الدكتور خالد الجندان، ومدير إدارة الشؤون الإعلامية السفير أسامة نقلي، ومدير مكتب الوزير السفير محمد الكلابي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عمان عيد الثقفي.