بعد نحو شهر من الآن سيحاول (ثلاثة رجال) عبور الربع الخالي - سيراً على الأقدام - في ثاني محاولة بشرية موثقة بعد أن قام الرحالة البريطاني (توماس) برحلته الشهيرة عام 1930م، الرحالة هم العمانيان (محمد وعامر)، والبريطاني (مارك)، حيث سينطلقون من عمان باتجاه قطر، مروراً بالصحراء السعودية القاحلة!. السفير البريطاني في عمان قال إن (الأمير تشارلز) سيلتقي بالرحالة بعد انتهاء الرحلة والتي تبلغ 1300 كيلو متر، ويتوقع أن تستغرق نحو ستين يوماً، وهي ذاتها المدة التي احتاجتها (الرحلة الأولى) يبدو أن هناك اهتماماً من وسائل الإعلام العالمية (بالحدث)، وغياباً لوسائل الإعلام السعودية، قد يكون اهتمام الأشقاء العمانيين كون المحاولة تأتي بمناسبة (احتفالات العيد الوطني الخامس والأربعين للسلطنة)، وربما كان اهتمام الأشقاء القطريين، كونهم نقطة الوصول الأخيرة، مع الحديث عن احتمال مشاركة (أربعة) من الشبان القطريين في الجزء الأخير من التجربة!. هذا الحدث الجريء يستحق الترقب، ويطرح أكثر من تساؤل حول علاقتنا (بالربع الخالي)؟.. كون الجزء الأكبر منه ضمن حدود المملكة العربية السعودية، فهذه المنطقة الغالية من بلادنا تُعتبر (مصدراً للخير)، رغم افتقارها لمقومات الحياة البشرية، ففيها أكبر حقول النفط في العالم، وهي الصحراء الأغنى، ويُقال إن حضارة عاد الضاربة في القدم، والمذكورة في القرآن الكريم، مدفونة تحت رمالها!. قبل (عشر سنوات) تقريباً، قامت المساحة الجيولوجية بأول رحلة علمية استكشافية للربع الخالي، وكانت المعلومات المناخية، والجيولوجية، التي نُشرت عن الحياة هناك مُذهلة، واعتقد أننا اليوم نحتاج رحلات استكشافية مُماثلة عن هذه المنطقة مع توفر وسائل تواصل أحدث، وتقبُّل القبائل التي تسكن أطراف هذه الصحراء للمشاركة في مثل هذه الرحلات!. كل الرحلات السابقة، تؤكد أن الربع الخالي يُعد (مستودعاً) للثروات الطبيعية، والموارد الاقتصادية المتنوعة، حتى إن أحد الباحثين أطلق عليه اسم (الربع الغالي)، بدلاً من (الخالي) لما يحويه من طاقة شمسية هائلة، ربما تُعد أكبر مصدر كهربائي بديل في المستقبل!. آخر ما قاله الفلكيون إن صحراء الربع الخالي شكَّلت درعاً طبيعياً واقياً من وصول أعاصير (تشابالا)، وأخواتها إلى المملكة، هذه البقعة الغالية من بلادنا تستحق أن نعيد اكتشافها من جديد، ولو سيراً على الأقدام كما سيفعل الرحالة أعلاه!. وعلى دروب الخير نلتقي.