هل من الرومانسية أن يتصل (الزوج) بزوجته عبر برنامج إذاعي، ليقول لها كلاماً (رومانسياً معسولاً) على الهواء مباشرة، وعلى مسمع من الناس، بل يتدخل (المذيع) ليطالبه بمزيد من الرومانسية؟! التذاكي على المجتمع مرفوض، والقفز على ثوابته غير لائق، والتهريج غير المتوافق مع أصالة المجتمع السعودي لا يمكن أن يرقى لذائقة المستمعين، مُنذ ولادة محطات ال FM الإذاعية المحلية السعودية، ونحن نعاني كمُستمعين من (سوء فهم) لدورها الإذاعي، مع انحدار كبير في مفهوم رسالة الكلمة، وخلطها (بالتهريج) والصراخ الذي يُمارسه بعض (مجاهيل المذياع) لدغدغة مشاعر (المراهقين)، وكسب تفاعلهم عبر وسائل التواصل، في محاولة لإقناعنا بجماهيرية برامجهم، التي تتجاوز كل يوم (حدود الأدب) واللياقة المجتمعية! محاولة إلصاق (الجلافة) بالزوج السعودي، وتصويره على أنه (غير رومانسي)، لدرجة أنه يحتاج (لفزعة) كي يعبِّر لزوجته أمام الناس عن رومانسيته، مشروع قديم حاول تمريره علينا بعض المذيعين العرب، ولكن حيلهم ونواياهم انكشفت، خصوصاً مع حصول المغرّد السعودي على المرتبه الحادية عشرة عالمياً، ضمن أكثر العرب رومانسية في العالم الافتراضي! هيئة الإذاعة والتلفزيون انتصرت (لأذن) المستمع السعودي، وفرضت احترام الكلمة وكرامتها، في وجه المذيع المتجاوز، وإن صدق بيان إذاعة (مكس إف إم) بإيقافه ومنعه، فتلك رسالة تؤكّد أن ما حدث وأغضب المجتمع كان نتيجة تصرف واجتهاد فردي، نتيجة قلة الخبرة، وضعف الثقافة، ولعل هذا يكون درساً (لمتجاوزين آخرين) ابتلينا بهم في إذاعات ال FM! هناك فرق بين تجاوز حدود وآداب المجتمع، مع منافاة التعاليم الإسلامية، وبين دعوة الناس عبر (وسيلة إعلامية)، وتوعيتهم بأهمية التعامل (بلطف) مع زوجاتهم والإحسان إليهن، كخُلق متوافق في الأصل مع هدي نبينا صلى الله عليه وسلم. قبل نحو (عامين) تلقيت سيلاً من الشتائم، فقط لأنني كتبت أن (الزوج السعودي) هو الأفضل بشهادة كل نساء الأرض، والأكثر رومانسية مُقارنة بالجرائم والمنغصات التي يفعلها غيره تجاه نسائهم، وما زلت مُصراً - على رأيي - حتى اليوم بأن الزوج السعودي الذي يطبّق شرع الله، وهدي نبيه، ويمنح المرأة حقوقها، لا مثيل له، وهو الأكثر رومانسية، وحلم كل النساء! ما أكثر (النماذج الرائعة) بين الأزواج السعوديين في بلادي، ممن تشكلت رومانسيتهم (بالفطرة) وليست عبر المذياع!