كشف المهندس صالح الجاسر مدير عام «الخطوط السعودية»، عن طرح مشروع ضخم وطموح ل«الخطوط السعودية» سيكون داعما إضافيا لمشروعاتها التوسعية خلال المراحل المستقبلية، وذلك بطرح رخصة استثمار لمدينة السعودية في حي الخالدية بجدة، مبينا أنه سيتم إنشاء أبراج تجارية وسكنية وسيتم طرحها للاستثمار حال تسلم «الخطوط السعودية» للتراخيص اللازمة من أمانة جدة وذلك خلال أيام، مشيرا في ذات السياق إلى أن المساحة التي تحتويها المدينة تبلغ 1.5 مليون متر مربع. وقال الجاسر «إن المشروع الطموح للمدينة سيكون استثماريا وسيحقق عوائد اقتصادية جيدة للمؤسسة يساعدها في أعمال التوسع والتطوير، حيث إن الإنشاءات سيقوم بها مستثمرون يتم التعامل معهم من قبل الخطوط السعودية لأنها ترغب بالتركيز في المقام الأول على أعمالها الأساسية، وأن تكون المشروعات العقارية من اهتمامها من جانب تطوير إدارتها ومكاتبها، أما بالنسبة للمشروعات الأخرى فهي الدخول مع القطاع الخاص في شراكات حيث لديه القدرة والآليات والاستثمار على ذلك»، مبينا أن عددا من المباني ستبقى كالمبنى الرئيسي الحالي كأحد المعالم الرئيسية ل»الخطوط السعودية»، وأكاديمية الأمير سلطان، فيما ستزال المباني القديمة وتستبدل بمبان ضخمة استثمارية ل»الخطوط السعودية». وتابع: إن إستراتيجيتا الرئيسية هو التوسع والتميز في مجال عملنا الأساسي وتقديم خدمات الطيران والخدمات المرتبطة بها، أما الاستثمار فهو عمل جانبي لتحقيق عوائد من الأراضي التي تملكها المؤسسة بالتعاون مع القطاع الخاص، حيث إن مبنى العمليات المزمع إقامته ستقوم بإنشائه «الخطوط السعودية» ويستخدم من قبل موظفيها، وسينتهي بالتزامن مع بدء العمليات التشغيلية لمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، وهذا المشروع بالكامل سيكلف 350 مليون ريال. جاء ذلك خلال حفل وضع حجر الأساس للمبنى الجديد للعمليات بالخطوط السعودية في المنطقة المساندة بجوار المبنى الجديد لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، بحضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية سليمان عبدالله الحمدان، الذي أكد بدوره في تصريح صحفي عقب الحفل أن تدشين مبنى العمليات سيوفر البنية التحتية، بحيث نتواكب مع ما نتطلع إليه من برامج تطورية لقطاع الطيران في المملكة، وما تتطلع إليه خلال الخمس سنوات المقبلة، ذلك لتحقيق النقلة النوعية في الطيران الجوي. كما توقع الحمدان استكمال إنشاء مطار جدة الجديد منتصف العام القادم 2016، قائلا إن كل المؤشرات تؤكد على ذلك ونحتاج إلى سنة كاملة لاختبار الأجهزة مبدئيا، وسيكون منتصف 2017 جاهزا بإذن الله. وعن خطة «الخطوط السعودية» التي أعلنت مسبقا، أوضح المهندس الجاسر أن الخطة تتضمن مضاعفة أسطول الخطوط السعودية إلى 200 طائره بنهاية عام 2020، إضافة إلى ذلك سيتم إحلال طائرات جديدة بدلا من بعض الطائرات الموجودة حاليا، وسنخرج طائرات 747 (الجامبو) من الخدمة خلال أشهر ليتم إحلالها بطائرات أحدث، وكذلك ستخرج طائرات امبراير من الخدمة وعددها 15 طائرة. كما أن «الخطوط السعودية» ستستلم أول طائرة بوينج 787 (دريم لاينر) قبل نهاية هذا العام، وستقوم بأول رحلة تجارية في بداية العام الجديد. وبشأن مراحل الخصخصة، أوضح الجاسر أن «الخطوط السعودية» خطت خطوات كبيرة في مجال خصخصة قطاعاتها مثلا في مجال التموين وصلت المرحلة النهائية من مراحل التخصيص وهي طرحها في سوق الأسهم، كذلك شركة السعودية للخدمات الأرضية وصلت للمرحلة النهائية وطرحها في سوق الأسهم. وحول الترخيص لشركة طيران ثالثة للنقل الداخلي، قال: إن دخول الشركة المنافسة في أجواء السعودية لا يمثل أي إزعاج للخطوط السعودية، بل بالعكس سيكون دافعا لمزيد من المنافسة الاقتصادية والكفاءة في خدمات السعودية. وعن المبنى الجديد للعمليات بالخطوط السعودية، بيّن الجاسر أن المبنى صمم على أحدث التقنيات الحديثة بحيث يوفر لكل الإدارات التشغيلية بأخذ القرارات تحت سقف واحد بالنسبة للرحلات حيث تصل عددها اليوم إلى 500 رحلة يوميا، ونتطلع بعد سنوات قليلة إلى 1000 رحلة وهذا العدد يعتبر من الأكبر على مستوى العالم، مضيفا أن الخطوط السعودية وضمن خطتها التشغيلية في جميع مطارات المملكة ستنقل 45 مليون راكب خلال عام 2020، بينما نقلت 28 مليون راكب خلال عام 2014. وقد حضر الحفل عدد من قيادات الخطوط السعودية والهيئة العامة للطيران المدني والجهات الحكومية بمطار الملك عبدالعزيز، حيث رحب الجاسر في بداية كلمته برئيس هيئة الطيران المدني والحضور الكرام، معتبرا مشروع مبنى العمليات الجديد محطة جديدة من محطات الإنجاز لخطوط السعودية. وقال: «أتقدم لمعاليكم ونيابة عن الحضور الكرام بالشكر الجزيل لتفضلكم برعاية المناسبة والتكرم بإعطاء إشارة البدء في إنشاء المبنى الجديد للعمليات التي تمثل العصب الرئيسي لشركات الطيران بكل ما تشهده من تطورات سريعة ومتلاحقة في نظم التشغيل والتقنية الحديثة وبرامج السلامة وغيرها الأمر الذي يتطلب توفير بيئة العمل المثالية لضمان أعلى مستويات الأداء، لافتا إلى أنه هذا المجال لا يقبل الاجتهاد أو التصرف أو التأجيل ولا مكان فيه إلا للتميز المطلق والدقة المتناهية والانضباط بأقصى درجاته». وتابع: «سيكتسب مبنى العمليات الجديد بعد استكماله بمشيئة الله أهمية حيوية حيث يتزامن مع البرامج التنفيذية للخطة الاستراتيجية للخطوط السعودية بعناصرها الأساسية، من حيث تطوير الأسطول والأنظمة التشغيلية وتوسيع شبكة الرحلات واستقطاب أحدث التقنيات العالمية، إلى جانب إعطاء الأولوية لإعداد وتأهيل كوادرنا الوطنية في مختلف المجالات». ونوّه الجاسر بمشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي يُمثل نقلة حضارية غير مسبوقة كواحد من أكبر وأهم المطارات المحورية في العالم، مؤكدا أنه يعتبر تتويجا مباشرا لمشروعات التطوير للمطارات الدولية والإقليمية والداخلية، التي تتواصل بدعم كريم وتوجيه سديد من قائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، الأمين وسمو ولي ولي العهد -أيدهم الله- وتحظى بمتابعة دائمة من رئيس الطيران المدني في إطار الاستراتيجية المتكاملة لتطوير منظومة النقل الجوي في بلادنا الغالية. كما أشاد الجاسر بجهود القائمين على المشروع من منسوبي شركة الخطوط السعودية لتنمية وتطوير العقار «سارد»، إلى جانب عدد من المشروعات الأخرى في الخطوط السعودية من أبرزها أكاديمية «السعودية» للخدمة الجوية، ومبنى طيران «السعودية» الخاص، والمباني المتكاملة لفروع «السعودية» داخل المملكة، فضلا عن مكاتب المبيعات والحجز بالمحطات الداخلية والدولية وِفْقَ الهوية الجديدة للخطوط السعودية وغيرها من المشروعات التي يتم تصميمها والإشراف على تنفيذها من قبل مجموعة متميزة من المهندسين والفنيين من منسوبي الشركة. ويعتبر المشروع الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية لصالة الركاب الجديدة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد صرحا كبيرا سيحدث نقلة نوعية في خدمات الطيران بتقنيات متطورة وبأسلوب يتماشى مع تقدم العصر في عالم الطيران ويلبي احتياجات «السعودية» والإدارات الأخرى ذات الصلة بالمطار، ويقام المشروع على مساحة 58500 متر مربع ويتسع لأكثر من 1000 موظف و1200 موقف سيارة لخدمة المبنى، كما أنه يتميز بأحدث وسائل الأمن والسلامة وصديق للبيئة.