يعيش الكتاب اليوميون في مواجهة مستمرة مع القراء أو مع المهتمين بمتابعة الشأن العام. وتأخذ المواجهة أكثر من شكل. فالقارئ يريد أن يوصل معاناته للكاتب أو أن يناقش معه ما طرحه، وهذا يتم بالنقاش المباشر أو عن طريق وسائل التواصل الذكية. أما المهتمون بالشأن العام، وعلى رأسهم العاملون في المجال الإعلامي، فيريدون أن يشاركهم الكاتب بالتعليق في الصحف الورقية أو الإلكترونية أو البرامج الحوارية. وتبقى المواجهة الأصعب مع مَنْ لا يروق لهم ما يطرحه الكاتب، وهؤلاء كثيرون جداً، لكن أكثرهم قسوة، هم مسؤولو القطاع الذين ينتقدهم الكاتب. من هنا، فإن التصور الذي يتصوره البعض، من أن الكاتب اليومي يجلس على حافة النهر، ليكتب ما يحلو له من إنتقادات، على أنغام الموسيقى الحالمة، تحت عرائش الفواكه الموسمية، ثم يغطَّ في نوم عميق إلى أن يحين موعد المقال الجديد، ما هو إلاّ محض خيال، بل هو على العكس تماماً، فنشر المقال، هو بداية مشوار التعب اليومي بالنسبة للكاتب، بالإضافة إلى تعب كتابة مقال اليوم التالي. وقد لا يكون من الضروري، أن يقدّر القراء أو المهتمين هذا التعب، لكن على الأقل يعلمونه من باب المعرفة، وألا يكونون مثل بعض المحسوبين على العمل الإعلامي، الذين قبل أن يوافق الكاتب على ان ينقلوا مقالاته في مواقعهم الإلكترونية أو يحلَّ ضيفاً على برامجهم، يرفعونه فوق هام السحب، وإذا تحفّظ، خسفوا به الأرض!