أعلن رئيس إدارة العمليات لهيئة الأركان العامة الروسية، أندريه كارتابولوف أن روسيا تختار الأهداف لضربها في سوريا، معتمدة على معطيات الاستخبارات السورية والعراقية والإيرانية. يذكر أن القوات الجوية الفضائية الروسية نفذت منذ بدء العملية بسوريا في 30 سبتمبر/أيلول 112 ضربة ضد مواقع تقول انها تابعة لمن تصفهم بالارهابيين، استهدفت بين ما استهدفته، مراكز قيادة ومعسكرات تدريب ومستودعات ذخيرة وغيرها، فضلا عن قصف سفن روسية صباح الأربعاء مواقع ل»داعش» في سوريا من بحر قزوين، حيث أطلقت 26 صاروخاً مجنحاً عالي الدقة قطعت مسافة 1500 كلم فوق إيران والعراق. وقال الفريق أول كارتابولوف في مؤتمر صحفي بموسكو إنه «تجري دراسة كافة مواقع الاستهداف بدقة، حيث يتم استخدام المعطيات الاستطلاعية الفضائية والالكترونية - اللاسلكية، وتسجيلات من طائرات بدون طيار، ومعلومات يتم الحصول عليها من اعتراض المكالمات اللاسلكية. ونحن نستخدم كذلك معطيات الاستخبارات السورية والإيرانية والعراقية، بما فيها من العملاء السريين». ولفت الفريق أول كورتابولوف الى أن القوات الروسية تستخدم عند ضربها «داعش» قذائف فائقة الدقة لا يتعدى انحرافها الاقصى عن الهدف 5 أمتار، مؤكدا كذلك أنه تسبق الضربات تحضيرات طويلة ومثابرة. وأعلن المندوب الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي دوغلاس ليوت أن الناتو لن يتبادل المعطيات الاستخباراتية مع روسيا ما لم تتخل موسكو عن دعمها لبشار الأسد. وقال «لدينا ربما مصلحة مشتركة تتمثل في الانتصار على «داعش»، إلا أننا لا نتوحد في دعم نظام الأسد. ومن الواضح أن القوات الروسية تعمل على دعم الأسد، بينما يرى أعضاء التحالف الدولي أن الأسد يجب عليه الرحيل. وطالما لا تتوافق أهدافنا بهذا الشكل لا أرى أي آفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية». ومع ذلك أكد الدبلوماسي الأميركي أن واشنطن تريد الحيلولة دون الانزلاق في نزاع مع روسيا، معربا عن ارتياحه بشأن ترتيب الاتصالات العسكرية والسياسية مع روسيا حول سوريا. من جهة أخرى أعرب ليوت عن استيائه بشأن الوضع المعقد على الأرض في سوريا، مشيرا إلى وجود «خليط عسكري متنوع» يضم قوات روسية في اللاذقية وطرطوس والآلاف من القوات الإيرانية وكذلك حزب الله اللبناني، ويواجه «خليطا متنوعا مشابها من القوات المعارضة». وكان أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي قد كشف أن وزارة الدفاع الروسية اقترحت على المشاركين في التحالف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة واشنطن تسليم القيادة العسكرية الروسية بياناتهم الاستطلاعية حول الأهداف العائدة لتنظيم «داعش» في سوريا, الا ان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف اعتبر أن رفض واشنطن تقديم المعلومات الاستخباراتية حول مواقع مسلحي «داعش» يشير، على ما يبدو، إلى أن لديها «موقفا مغايرا» بشأن هذا التنظيم الإرهابي.وقال: «حلفاؤنا من الدول التي تعتبر «داعش» عدوا حقيقيا ينبغي القضاء عليه دون أي شروط، يساعدوننا بنشاط بتقديم معطيات حول القواعد والمخازن ومراكز القيادة ومعسكرات التدريب للإرهابيين. وهؤلاء الذين لديهم، على ما يبدو، رأي مغاير بشأن هذا التنظيم الإرهابي، دائما يبحثون عن أسباب لرفض التعاون في مكافحة الإر هاب الدولي». وفي الاثناء, عبّرت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن استعداد موسكو لإقامة اتصال بقيادات «الجيش السوري الحر» لإشراكه في تسوية الأزمة السورية.وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية: «سوف تعمل وزارة الخارجية وبتكليف من الرئيس الروسي على إبلاغ الشركاء في الدول التي هي على اتصال ب»الجيش السوري الحر»، باستعداد الجانب الروسي لإطلاق قنوات اتصال مع قيادات هذا التشكيل، بهدف بحث إمكانية انضمامه الى العمل في اتجاه خلق الظروف اللازمة لانطلاق التسوية السياسية للأزمة السورية عبر المفاوضات بين الحكومة والمعارضة الوطنية». وأضافت: « تماشيا مع الموقف الذي عبر عنه الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الجانب الروسي مستعد عبر قنوات وزارة الدفاع للعمل على توحيد جهود الجيش العربي السوري و»الجيش الحر» على مسار مكافحة «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية، في إطار التنسيق مع سير الغارات الجوية الروسية».