ربما كان الشيء الوحيد الذي جعل ملاله يوسفزي تحمر خجلاً في فيلم وثائقي عنها يعرض الشهر المقبل هو عندما سألها المخرج ديفيس جوجنهايم إن كانت قد تجرؤ على دعوة فتى للخروج معها. تضع الفتاة البالغة من العمر 18 عاماً والتي فازت بجائزة نوبل للسلام يدها على فمها وتضحك خجلاً، بينما يظهر جهاز الكمبيوتر الخاص بها في لقطة لاحقة وعليه صور للاعب الكريكيت الباكستاني شاهد أفريدي ولاعب التنس السويسري روجيه فيدريه والممثل الأمريكي براد بيت.. لكن الفتاة الباكستانية التي ألقت كلمة في الجلسة الافتتاحية لقمة الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة تظهر في فيلم (هو سماني ملاله) مؤيدة قوية للشيء الذي دفع حركة طالبان لأن تحاول قتلها في مسقط رأسها بوادي سوات.. التعليم للجميع ولا سيما الفتيات. وتقول في الفيلم: «أنا الست والستون فتاة المحرومات من التعليم.. لست صوتاً وحيداً. إنا كثيرون وأصواتنا هي أقوى أسلحتنا.. طفل واحد.. معلم واحد.. كتاب واحد.. وقلم واحد.. يمكن أن يغيروا العالم.» وتعرضت ملاله لهجوم في 2012 حين أوقف مهاجم من طالبان حافلتها المدرسية، وأطلق النار عليها فأصابها بجروح في الرأس لم يكن من المتوقع أن تنجو منها. ويصور الفيلم تفاصيل عملية التعافي الطويلة بعد أن نقلت جواً إلى إنجلترا للحصول على الرعاية الطبية.. وخضعت هناك للعلاج الذي شمل تعلم كيفية التقاط الكرة مرة أخرى واستعادة قدراتها على الكلام.. وفقدت ملاله السمع في أذنها اليسرى، كما أن قدرات الحركة في الجانب من الأيسر من وجهها تأثرت، لكن الفيلم يظهر كيف لم تخسر الفتاة شجاعتها التي جعلت منها هدفاً لطالبان. وفي أعقاب لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما سألها محاور إن كانت تحدثت مع أوباما بشأن قلقها من أن الهجمات بطائرات بدون طيار «تؤجج الإرهاب»، فأجابت «نعم بالطبع». ويفتتح الفيلم بقصة تشرح كيف سُميت ملاله تيمُّناً ببطلة أفغانية حشدت مقاتلي البشتون لمحاربة الغزاة البريطانيين في معركة مايواند عام 1880 وقتلت خلال المعارك. وسأل جوجنهايم والد ملاله زياد الدين يوسفزي إن كان قد علم أن منح ابنته هذا الاسم سيجعلها مختلفة عن كل النساء في سوات فأجاب الوالد «أنت على حق».