المشاعر المقدسة - علي بلال / تصوير - سليمان الناصر: اكتسى جبل عرفات الطاهر أمس بالبياض في منظر مهيب لحجاج بيت الله الحرام، متجردين من دنياهم متوحدين في شعارهم ومقاصدهم، رافعين الأيادي إلى السماء مناجية الله عز وجل وأعينهم مبللة بالدموع أن يتقبل حجهم ويغفر لهم ذنوبهم ويعتقهم من النار، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، كما انتشر رجال المرور على امتداد الطرقات الموصلة بعرفات يساندهم أفراد الأمن والكشافة لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة. وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام، حامدين الله سبحانه وتعالى على ما هداهم، فيما تابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجهين بتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك، وهم آمنون مطمئنون. وشوهدت الطائرات العمودية تحلق فوق الطرق المؤدية إلى جبل عرفات لمتابعة حركة سير مركبات الحجيج والمشاة لتزويد الأجهزة المختصة بحالة ضيوف الرحمن لتقديم المساعدة والإرشاد. وأكد عدد من الحجاج أثناء وقوفهم بصعيد عرفات أمس أن فرحتهم لا توصف، وهم يقفون هذا اليوم لأداء أعظم شعائر الحج على صعيد عرفات ملبين النداء، رافعين أيدي الضراعة والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى أن يمن عليهم بالغفران وإحلال الأمن والأمان. وقالوا إننا نشكر الله سبحانه وتعالى الذي منَّ علينا بهذه النعمة والشكر لحكومة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي سهّل لنا وكل الحجاج قدومنا للمشاعر المقدسة، مؤكدين أن شعورهم لا يُوصف وهم متواجدون بين يدي الرحمن لإكمال أهم أركان الإسلام، ونشكر الله الذي بلّغنا أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وإننا متواجدين هنا نستغل هذه الساعات المباركة بدعاء رب العزة والجلالة أن يغفر لنا ولجميع المسلمين ويفرج على إخواننا في البلاد العربية والإسلامية ويحقق لهم الأمن والأمان والاستقرار في بلادهم.