دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ضيوف الرحمن إلى الابتعاد عن الدعايات المغرضة التي تريد تسييس الحج، أو تُصرفه إلى أغراض أخرى، وأكدت أهمية أن يستحضر حجاج بيت الله الحرام مقاصد الحج العظيمة في هذه الأيام الشريفة، وأن من أعظم هذه المقاصد تحقيق العبودية لله تعالى بطاعته، وامتثال أمره، والبُعد عن معصيته، مع الإكثار من ذكره سبحانه وحده لا شريك له, واستشعار وحدة المسلمين وأخوّتهم بمشاركتهم في شعائرهم ومشاعرهم في مجمع عظيم، لا يتأتى إلا مرة واحدة في العام, والتعرض لرحمة الله ومغفرته؛ فالحاج يبتعد عن وطنه وأهله وعمله وراحته في أيام عظيمة ونفحات إيمانية ومشاعر كريمة.. فهي أيام حج مباركة وأعمال من الطاعات والقُربات، يتوافد فيها الحجيج، يحملهم الطهر، ويحدوهم الأمل من رب كريم رحيم. وأوضحت أن على حجاج بيت الله الحرام أن يُقبلوا على تحقيق هذه المقاصد العظيمة لهذه الشعيرة في أنفسهم وأهليهم ومن حولهم، وأن يبتعدوا عن الدعايات المغرضة التي تريد تسييس الحج أو تصرفه إلى أغراض أخرى. وشددت الأمانة العامة على أن من التزام أخوة الدين وتأكيد رابطة الإسلام إبعاد الحج عن أي مشوش على مظهر الوحدة، وعن أي معكر على الغايات السامية من ذكر الله والتزود من البر والتقوى, فلا يمكن في شريعة الإسلام أن يحول الحج إلى منابر سياسية، تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب؛ ما يعني - بلا شك - الانحراف الخطير والانجراف المدمر عن أهداف الحج وغاياته. ونوهت بما تسخره حكومة المملكة لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما ورعايتهما، ورسْم الخطط والبرامج لإعمارها، وبذل كل سبيل من أجل راحتهم وأمنهم، مهيبة بالجميع التفرغ للعبادة، واستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع.
