في حادث مأساوي سقطت إحدى الرافعات الكبرى المخصصة لأعمال التوسعات في الحرم المكي يوم أمس داخل المسجد الحرام مما تسبب في عدد من الوفيات والإصابات بين زوار المسجد الحرام. وذكر الموقع الرسمي للدفاع المدني أن عدد الوفيات بلغ حتى الآن 107 شخصاً، فيما بلغ عدد المصابين 238 مصاباً. الأجهزة الصحية تعلن الحالة الحمراء في جميع المستشفيات أعلنت الأجهزة الصحية في مكةالمكرمة حالة الاستنفار من الدرجة القصوى وأعلنت الحالة (الحمراء) لكل مستشفياتها، بينما رفعت أجهزة الدفاع المدني والأجهزة الأمنية للحالة القصوى عقب سقوط رافعة داخل الحرم المكي الشريف وخلفت قتلى ومصابين. وبحسب المعلومات الأولية فإن الرافعة سقطت في مشروع توسعة المسجد الحرام أثناء هطول الأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة مساء أمس. وينتظر أن تعلن الجهات المختصة والمعنية تفاصيل الحادثة فيما أشارت المعلومات الأولية تسجيل عدد من الوفيات بالحادثة. خالد الفيصل ينقل تعازي القيادة ويشكل لجنتي تحقيق نقل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين إلى ذوي المتوفين جراء سقوط رافعة بالحرم المكي. وقال سموه لدى وقوفه ميدانيًا على موقع الحادث أمس : نسأل الله الرحمة للمتوفين وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. وأكَّد سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الدفاع المدني باشرت الحادث في حينه، وتم تشكيل لجنتين للتحقيق في أسباب وتداعيات الحادث. ووجه سموه بترميم موقع سقوط الرافعة خلال اليومين المقبلين. كما زار سمو الأمير خالد الفيصل المصابين المنومين في مستشفيات العاصمة المقدسة، سائلاً الله لهم الشفاء العاجل. وأكَّد سموه في حديثه لهم أن إصاباتهم لن تمنعهم من إكمال حجهم وأن الدولة ستوفر لهم تنقلاتهم في المشاعر بسيارات مجهزة من وزارة الصحة لإكمال فريضتهم. فرق الهلال الأحمر السعودي تباشر حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي وتنقل 238 مصاباً فيما باشرت فرق الهلال الأحمر السعودي حالة سقوط الرافعة المتحركة في الحرم المكي بأكثر من 68 فرقة إسعافية. وأوضح مدير عام الإدارة العامة للحج والعمرة الدكتور خالد الحبشي أنه تم نقل 238 حالة مصابة جراء سقوط الرافعة للمستشفيات القريبة من الحرم المكي بالإضافة لمعالجة عدد من الحالات التي كانت إصابتها طفيفة ولا تستدعي النقل. وبين أنه تم الاستعانة بفرق إسعافية من المراكز بمكةالمكرمةوجدة والطائف وعرفة للتدعيم والمساندة بالإضافة إلى الفرق الموجودة في نقاط الفرز على باب علي وباب المروة والشبيكة وباب السلام في الحرم المكي، حيث يأتي ذلك حرصاً من الهلال الأحمر والاستعداد لأي ظرف طارئ خارج عن الإرادة في حادثة سقوط الرافعة. وأشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي متابع لهذا الحادث مع القيادة المركزية بمكةالمكرمة ومتابعة الحدث لحظة بلحظة، حيث وجه سموه باستيعاب جميع الحالات من خلال مباشرة الفرق الإسعافية والكوادر الطبية ونقل المصابين. في المقابل قال الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة كبار العلماء في تصريح ل(الجزيرة) أن من مات محرماً في حادثة سقوط الرافعة مساء أمس الجمعة في الحرم المكي يغسل ويكفّن في إحرامه ولا يمس طيباً. واستشهد الشيخ الخثلان بما جاء في شأن الرجل الذي وقصته دابته وهو محرم فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم- (اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تمسوه طيباً فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً). وأكد الشيخ الخثلان في معرض تصريحه أن هؤلاء المتوفين قد انقضت آجالهم ومن جاء أجله فلن يتأخر لحظة كما قال تعالى وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ لافتاً أن خاتمتهم حسنة فقد ماتوا في الحرم المكي في أطهر بقعة وهم محرمون متلبسون بالنسك ومن مات محرماً بعث يوم القيامة محرماً، وسأل الله عز وجل أن يتغمد المتوفين بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.