أكدت وكيل التعليم الدكتورة هيا العواد بكلمة لها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية أن تخصيص يوم عالمي للاحتفال بمحو الأمية، وهو الثامن من سبتمبر من كل عام، هو اعتراف بحق من حقوق الإنسان الأساسية وهو التعليم، مشيرة إلى أن مخرجات محو الأمية لا تقتصر على تزويد الأفراد بمهارات القراءة والكتابة فقط، إنما ما يؤدي إليه امتلاكهم لهذه المهارات من تمكين لهم لمحو الفقر والتخلف والأمراض التي تحف بهم نتيجة الجهل، وتزويدهم بقدرات مواصلة التعلم مدى الحياة، ليكونوا شركاء النجاح والتطور لمجتمعهم. وأضافت قائلةً: لقد تخطى مفهوم محو الأمية اليوم من مجرد اكتساب المهارات المعرفية الأساسية للقراءة والكتابة إلى خلق الوعي الاجتماعي الذي يُستند عليه في تفعيل الخطط التنموية، لذا اختارت اليونسكو «محو الأمية والمجتمعات المستدامة» شعاراً لليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام. وأبانت العواد أن تعليم القراءة والكتابة يؤدي لارتقاء الإنسان وتنمية الأوطان، وضمان للسلام والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، مشيدة بما بذلته المملكة العربية السعودية من جهود جادة لتحقيق التنمية المستدامة للمرأة التي لم تنل نصيبها من التعليم المبكر، وذلك من خلال الحلقات التعليمية والمدارس الأهلية تطوعياً إلى أن صدرت سياسة التعليم في المملكة عام 1390ه متضمنة أهدافاً رئيسة لمكافحة الأمية، وتوالت تنمية مراكز تعليم الكبيرات التي كانت خمسة مراكز فقط عام 1392ه حتى بلغ عددها (1438) مركزاً عام 1435ه - 1436ه تضم (33890) طالبة. وأوضحت العواد ما أتاحته الوزارة من إيجاد عدة بدائل لبرامج محو الأمية وفقاً لظروف الفئة المستهدفة، وبخاصة النساء التي تختلف من منطقة لأخرى؛ منها المراكز النظامية المنتهية بالحصول على الشهادة الابتدائية ومدتها (3 سنوات)، وبرنامج مجتمع بلا أمية الذي يصل إلى الأميات في أماكن تواجدهن ويعتمد على تفريد التعليم، وبرنامج الحي المتعلم الذي ينفذ في جميع مناطق المملكة في الأحياء ذات المستوى التعليمي والاقتصادي المنخفض، ويستهدف الرفع من كفاءة المرأة وقدراتها وتمكينها للدخول لسوق العمل بمشاريع صغيرة تمكِّنها من النهوض بنفسها وأسرتها، حيث يشتمل البرنامج على تعليم النساء مهارات متعددة في المجالات الفنية والمهنية والمهارات الحياتية وتعليم اللغات والحاسب الآلي وتسويق وإدارة المشاريع، كما نفذت الوزارة برنامج (مدينة بلا أمية) في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومحافظة شقراء، وقد تم إعلان المدينةالمنورة مدينة بلا أمية عام 2007ه، واستهدفت الوزارة المرأة الريفية في القرى والهجر عبر حملات التوعية ومحو الأمية على مدار (6 سنوات) خدمت (14295) أمية، واستهدف برنامج وزارة بلا أمية العاملات اللاتي لم يتمكنَّ من التعلُّم في الصغر فتم تعليمهن أثناء الدوام الرسمي لمدة ساعتين يومياً، وقد استفادت من البرنامج حتى الآن (6141) عاملة، بالإضافة إلى برنامج محو الأمية في الإصلاحيات التابعة لوزارة الداخلية والشؤون الاجتماعية، واستفادت منه أكثر من (715) نزيلة وبرنامج دمج ذوات الاحتياجات الخاصة في مراكز تعليم الكبار، واستفادت منه (318) طالبة من ذوات الاحتياجات الخاصة وبرنامج المراكز الصيفية المتنقلة لمحو الأمية في القرى والهجر. وأشارت إلى أنه نتيجة لهذه الجهود التي تبذلها وزارة التعليم بدعم سخي ومتواصل من حكومة المملكة الرشيدة للتعليم ككل ولمحو الأمية بوجه خاص، فقد تمكنت المملكة من تقليص نسبة الأمية بين النساء من 40% في عام 1415ه إلى 8.27 % هذا العام 1436ه. وتقدمت العواد بهذه المناسبة لمقام خادم الحرمين الشريفين بجزيل الشكر والتقدير على الدعم المستمر للتعليم بجميع مراحله، كما توجهت بالشكر والعرفان للمنظمات الدولية والإسلامية والعربية التي تسهم دوماً في دعم الجهود الكفيلة بالقضاء على الأمية، كما قدمت تقديرها لكل معلم ومعلمة لما يبذلون من جهد للدفع بهذه الفئة من المجتمع نحو حياة أفضل، وتحية فخر واعتزاز لكل دارس ودارسة يدفعهم الطموح والإصرار لصناعة النجاح في حياتهم.