طالعتنا صحيفة الجزيرة وكعادتها بتغطيات للمهرجانات الصيفية المقامة في بلادي الغالية طيلة أيام إجازة الصيف فتفاعلاً مع ذلك أقول إن الهدف من إقامة المهرجانات هو الترويح والترفيه عن النفس، والتسلية خاصة للأسر بعد الانتهاء من الاختبارات وبداية الإجازة الصيفية. وإن تنوّع الفعاليات يشعل الحماس في نفوس الأطفال وبقية أفراد الأسرة، ويخفف عنهم الإحباطات والتعب التي لاقوها جراء الامتحانات وجراء دراسة عام كامل، كما أنها تساعد على قضاء وقت ممتع وجميل للأسر التي لم تسافر خارج مدينتها كما أنها تعتبر متنفساً جيداً لزوار المدينة.. ولكن فوجئ أهالي مدينة بريدة بعدم إقامة مهرجانهم الصيفي هذا العام دون أن يعرفوا أسباباً مقنعة لهذا الغياب، وأبدى عدد منهم امتعاضه واستغرب الزوار لمدينة بريدة غياب مهرجان صيف لهذا العام، حيث إن المتابع يجد أن بريدة عاشت منذ عام 2005 مهرجانات صيفية متوالية تقام كل عام بشكل سنوي وبشكل دائم ومع إطلالة كل إجازة صيفية وتشتمل على عدة برامج وفعاليات مميزة ومتنوّعة شبابية وعائلية في أجواء تتميز بالخصوصية، حيث إن الأهالي كانوا في السابق يقضون أوقاتاً ممتعة في المهرجانات الصيفية السابقة والتي كانت تُقام في الساحة القريبة من مدينة الملك عبدالله الرياضية. هذا ما يخص الفعاليات الشبابية، أما العائلية فهي تُقام في منتزه الملك خالد الحضاري ولكن هذا العام هناك تغيّب كامل عن إقامة أي مهرجان صيفي مما يثير عدة علامات استفهام؟ فالجميع يتفق أن غياب مهرجان الصيف عن مدينة بريدة لهذا العام أمر محير بالفعل ودلالة قوية على تقصير مشترك بين عدة جهات حكومية، فمن الواجب أن تكوّن لجنة السياحة بالمنطقة وبالتنسيق والاستعداد المبكر من الغرفة التجارية لإقامة مهرجان الصيف ببريدة ولكن غياب تلك الجهات حول مهرجان صيف مدينة بريدة إلى غياب بلا مسوّغ، كما أنني أتسأل عن دور رجال الأعمال والشركات والمؤسسات ببريدة وهم الذين عرف عنهم السعي بشكل دائم والسعي الجاد لكل ما من شأنه النهوض بهذه المدينة الجميلة الحالمة وإن كنت أرى أن المسؤولية في عدم إقامة مهرجان صيفي هذا العام ببريدة تعود إلى عدم التنسيق بين الأمانة والغرفة التجارية ورجال الأعمال.. ومن هنا وعبر عزيزتي الجزيرة أتمنى من الجميع أن يتم تدارك هذا السلبية في العام القادم وأن نشاهد مهرجاناً متميزاً كما اعتدنا عليه طيلة السنوات العشر الماضية... وعلى الحبة نلتقي.