إن الحديث في هذا المقال لن يكون عن الانتماء لأنني أتشرف بالولاء والانتماء للوطن كله والميول لنادي الفيحاء حتى وإن كنت أتشرف أن أكون هلالياً لأن الحديث ليس عن الرياضة فأنا لست رياضيا ولكن عن ثقافة المسؤولية الاجتماعية في شأنها العام للمجتمع وفي شأنها الخاص للرياضة، وإذا كنا سنتحدث عن نادي الهلال فهو لأنه الأبرز بين أنديتنا الرياضية في ثقافة المسؤولية الاجتماعية وفعالياتها وبرامجها وتطبيقاتها والتي سنأتي عليها باختصار دون أن يكون لي علاقة شخصية بما سيتم طرحه فقد أخذت ذلك من موقع النادي الإلكتروني، مع ثقتي أن ثمة العديد من التطبيقات لم ترصد أو تم تحديثها لانتهاء وقتها، ولكن كما قيل يكفي من السوار ما طوق المعصم لنخلق قدوة رياضية لأنديتنا الغالية التي تجاوزت 150 ناديا وقد صرح رئيس الاتحاد السعودي الدكتور أحمد عيد أنها ستكون بختام عامنا الحالي 200 ناد وبنهاية 2020 ميلادي 320 ناديا علماً أن عدد اللاعبين الآن 50 ألف لاعب وفي عام 2020 سيكونون 150 ألف لاعب كما ورد في التصريح، وهذا يجعلنا أمام تحد كبير في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وجعلها أحد الركائز الاجتماعية الهامة في رسالة ورؤية وأهداف الأندية ووضعها ضمن الخطط الإستراتيجية والتنفيذية والعمل مع مؤسسات النفع العام لخلق توأمة خيرية واجتماعية وثيقة مع الاستفادة من الخبرات التي تدير العمل الاجتماعي الخيري كي نبدأ من حيث انتهى الآخرون ونخلق مبادرات لم تكن مسبوقة حتى لا تكون فاعليتها قليلة أو غير مشاهده أو حتى غير جاذبة للتفاعل معها أو الاشتراك فيها أو نعمل على تطوير الحالي من المبادرات الاجتماعية بما يتناسب مع مقتضيات الحال والاحتياج وبما يعود على المجتمع الرياضي بالنفع الخاص وعلى أطياف المجتمع بالنفع العام وتشارك بذلك الأندية المجتمع همومه واحتياجاتها وأفراحه وأتراحه وتنهض بشبابة وتخلق من خلال ذلك بيئة جاذبة في الأندية وتثبت أنها ليست رياضية فحسب وإنما اجتماعية يهمها ما يهم المجتمع ويسعدها ما يسعده وتساهم معه في تحقيق تطلعاته وتلبية احتياجاته. والمدخل السابق يقودنا إلى التعرف على التطبيقات التي تفرد بها نادي الهلال في المسؤولية الاجتماعية والتي من خلالها سلم سمو الرئيس العام لرعاية الشباب النادي جائزة أفضل ناد بالمملكة في المسؤولية الاجتماعية، ووقع نادي الهلال بموجبها عقد شراكة مع منظمة اليونسكو كرابع فريق على مستوى العالم. ولعل القارئ الكريم يصل معي إلى مثالية التطبيق لبرامج المسؤولية الاجتماعية في نادي الهلال والثقة أنها برامج ومبادرات في أغلبها غير مسبوق إليه وهي:- 1 - برنامج مساعد الطبي للعناية بالجمهور داخل ملاعب النادي أو ضمن مشاركاته وفي المدرجات الخاصة به أو بجماهيرية الوفية له في الوطن والتي تتابع وجوده وجهوده وتدعمه بالحضور وهو الذي يتولى العناية الطبية بها وفاء لهم بوفائهم له. 2 - برنامج إرادة لمساعدة من لديهم قوة إرادة لتغيير واقعهم للأفضل مثل السمنة والمخدرات والذي تعافى من خلاله العشرات وتغيرت حياة الكثير من مشجعيه للأفضل وهي خدمة اجتماعية رائدة ومتميزة ونادرة لناد رياضي واجتماعي رائد دون شك. 3 - برنامج الجمعيات الخيرية وهو نزول اللاعبين في كل مباراة لافته لجمعية معينة للتعريف بها والذي بموجبه تعرف المجتمع على الكثير من مؤسسات النفع العام والجمعيات الخيرية وساهم النادي بهذا الدعم في زيادة إيرادها وتطوير برامجها وانتشارها. 4 - برنامج الزواج الجماعي لذوي الاحتياجات الخاصة وهي سنة حسنة وفيها إعانة على الخير ودفع للعفاف ومساندة لمحتاج وترجمة وتحقيقاً لحديث نبوي شريف يقول حق على الله أن يعين ثلاثة احدهم هو الناكح يريد العفاف ومساعدته لبناء أسرته. 5 - برنامج الإفطار الرمضاني اليومي بنادي الهلال وهذا بشكل يومي في النادي ولم أجد العدد لأدعم به هذا التطبيق المثالي لهذه الشعيرية الرمضانية، مع رعايته لإفطار جماعي مع أحد الجمعيات الخيرية ضم أكثر من 4000 صائم في ثنايا الشهر الكريم. 6 - برنامج مساعدة الأشقاء النازحين من سوريا والذي يتواصل فيه النادي مع الجهات الرسمية لإيصال مساعدات الجماهير والأهالي إلى المخولين باستلامها وتوزيعها في المنافذ الرسمية المتنوعة التي أقرتها الدولة لنصرة الأشقاء السوريين ومساندتهم. 7 - كرسي نادي الهلال لأبحاث التطوير الرياضي مع أحد الجامعات والذي يعول عليه في تطوير الرياضة ليس بنادي الهلال فقط وإنما رياضة الوطن بكامله أندية ومنتخبات وجماهير ولاعبين وهو شعور رائد بالمسؤولية الاجتماعية الرياضية لم يسبق إليه. 8 - برنامج كرة القدم لأطفال (متلازمة داون) والذي يتم بالتنسيق مع الجمعيات والمستشفيات التي تشرف على تلك الفئة الغالية ويقام دورياً أو حسب ما تراه الجهات الطبية والخيرية بعد التنسيق مع النادي وزيارة تلك الفئة لمرافق النادي والاحتفاء بهم. 9- برنامج تعليم السباحة للمعاقين وهي لفتة إنسانية لفئة غالية تحتاج الرعاية ويخشى عليها دائماً من الغرق إذ يتولى النادي عبر مسابحه ومدربيه من تدريبهم والعناية بهم وإيصال رسالة خاصة بهم أن النادي لهم مثلما هو لغيرهم من غير المعاقين. 10 - برنامج توزيع قمصان النادي (يتم توزيعها على الأيتام والمحتاجين) من أجل نقل الشعور الإنساني للمحتاج أن النادي مهتم بشعورهم وفرحتهم مثلما هو الغني مهتم بشعور ابنه وفرحته مع رسم الابتسامة على شفاه من حرم منها لفقره وحاجته. 11 - برنامج (برنامج تهادوا تحابوا) توزيع هدايا للعاملين بالنادي من غير المسلمين للتعريف بالإسلام وتجد أن الكثير من الوافدين يعتنقون الإسلام إذا كانوا في الهلال أو يخرجون بصورة حسنة عن الإسلام وأسلوب تطبيقه وتعامل أهله مع الآخرين. 12 - الاتفاقية الخيرية التي وقعها النادي مع لجنة العناية بمساجد الطرق والتي سيقدم بموجبها النادي الدعم الذي تحتاجه اللجنة والتعريف بها من قبل اللاعبين والجماهير وإعضاء الشرف والإدارة ومساعدتها في تنمية مواردها وبرامجها وأنشطتها. 13 - تبني النادي إنشاء الوقف رياضي يكون ريعه للمحتاج من اللاعبين الهلاليين ومساعدته لهم على ظروف الحياة وتقلباتها وهذه مبادرة فريده لم تطلق إلا في نادي الهلال ويهدف النادي إلى أن لا يحتاج لاعبوه بعد الله إلا لناديهم الوفي لهم ولتاريخهم. ختاماً،, كما يقول المثل لو خليت خرُبت وهذا معناه أن هناك أندية تقوم بدور تشكر عليه في المسؤولية الاجتماعية ولكن لا شك دون الطموح مع التقدير للبرامج التي يطرحها نادي الشباب ويرعاها الرائد في المسؤولية الاجتماعية بنك الرياض ولكن كما سبق على الأندية دور كبير في نشر هذه الثقافة وتطبيقاتها ومهما قُدم منهم فإن المجتمع يراه قليل لأنه يستحق من الأندية الأكثر، خاصة أن المنصف يرى أن بيئة الأندية ليست جاذبة إلا في كرة القدم فقط وعقود الاحتراف الفلكية، ولذلك لا تجد أولياء الامور يدفعون بفلذات أكبادهم إلى الأندية لأن البرامج التي يأمنون فيها على أبنائهم ويرغبون في أن يتثقفوا فيها ويخدموا مجتمعاتهم ليست موجودة في الأندية الرياضية فليس الهدف رياضياً باستمرار للآباء أو الأبناء، والرئاسة لا تدعم هذا التوجه ولا تخصص اعتمادات مالية له، وهناك الكثير من الملفات الرياضية لا تزال محل الدراسة والاهتمام وأكثر أهمية، مع اعتبار أن الجميع في رعاية الشباب يرون أن برامج وتطبيقات المسؤولية الاجتماعية ليس لها الأولوية حتى تحظى بالعناية والدعم والتشجيع والتحفيز مع أن الرئاسة قد أقرت لجنة للمسؤولية الاجتماعية ولم نر وجودا لها حتى الآن ولا رسالتها أو خطتها وأهدافها، ولذا يبقى الدور على الأندية الرياضية التي يحتاجها المجتمع عامة مثلما يحتاجها الرياضي خاصة ولعل القدوة في نادي الهلال تدفع الأندية الأخرى لمنافسته وتجاوز تميزه، والأمل بعد الله معقود على الأندية صاحبة الدخول والميزانيات العالية والتي لها مجالس شرف تتنافس في دعمها بعشرات الملايين فور وجود حاجة لتغطية دين أو عقد لاعب أو مدرب ويكفي أن يخصص 10% من ذلك الدعم لبرامج المسؤولية الاجتماعية، ويمكن التفكير في طرح هذا الملف بالكامل لرعاية القطاع الخاص وسترون ما يسركم لأن القاعدة الجماهيرية مغرية لتفعيل تلك البرامج والتطبيقات الرائدة في المجتمعات الغربية والناشئة في مجتمعنا الرائد في الإنسانية وخدمة الآخرين.