أعلنت الأممالمتحدة الجمعة إن جيش جنوب السودان ألغى قرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في هذا البلد الذي يشهد حرباً أهلية منذ كانون الأول/ديسمبر 2013. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان إن «رفع هذه القيود سمح لشركائنا في العمل الانساني باستئناف التموين بالادوية والمواد الغذائية والمياه والمحروقات». وكانت الاممالمتحدة ومنظمات للاغاثة والعمل الانساني تحدثت منذ نهاية حزيران/ يونيو الماضي عن قيود على وصول المساعدات حتى الى مناطق باتت على شفير المجاعة. ولفت مسؤول عمليات الاغاثة في الاممالمتحدة ستيفن اوبراين خلال زيارة لجنوب السودان الشهر الماضي الى وقف السفن النيلية التي تحمل الطعام والمواد الطبية في بلد شبكة الطرق فيه محدودة. كما اوقفت سلطات جنوب السودان الرحلات الانسانية المتوجهة الى ولاية اعالي النيل وعاصمتها ملكال. من جهتهم، اتهم المتمردون الحكومة بقطع المؤن بهدف اضعافهم. وقال المتحدث باسمهم جيمس قاديت في بيان ان «النظام يجوع هؤلاء السكان ويستخدم (التجويع) كسلاح اضافي في الحرب لقتل آلاف اخرى منهم. التذرع بان قواتنا هاجمت البوارج التي كانت تحمل مؤن الاغاثة كاذب». لكن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير نفى تعطيل المراكب التي تعبر النيل للوصول الى المناطق الشمالية التي تفتقر للطرق البرية، وفيها مناطق يسيطر عليها المتمردون بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار. وقال اغير الاسبوع الماضي انه تم تحذير المراكب من التعرض لهجمات المتمردين ولكن التقارير التي تحدثت عن منعها من الابحار هي مجرد «دعاية لا تستند الى وقائع ملموسة». واوضحت الاممالمتحدة ان اي سفينة او طائرة لم تتوجه الى اعالي النيل منذ نهاية حزيران/يونيو باستثناء تأمين «امدادات صغيرة» بالمروحية الى قاعدة الاممالمتحدة في ملكال. واكد بيان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان «شركاءنا يعملون للتأكد من استمرار وصول المؤن الى ولاية اعالي لتجنب تدهور الوضع المأساوي اصلا». واندلعت الحرب الاهلية في جنوب السودان في كانون الاول/ديسمبر 2013 بعدما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب على السلطة. وجرت بعد ذلك اعمال عنف امتدت من العاصمة جوبا الى جميع انحاء البلاد واتخذ بعضها طابعا اثنيا وشهدت ممارسات وحشية من اغتصاب وخصي وذبح. وامهل وسطاء اقليميون لقوا دعم الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال زيارته الاخيرة الى اثيوبيا، كير ومشار حتى 17 آب/اغسطس لانهاء الحرب. وحذرت حكومة جنوب السودان من ان محادثات السلام التي بدأت الاسبوع الماضي في اديس ابابا لم تسفر سوى عن تقدم طفيف جدا ان لم يكن معدوما تماما لانهاء النزاع في البلاد.