فُجعت المملكة العربية السعودية والعالمان العربي والإسلامي، بل العالم أجمع، بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق - رحمه الله -. وبهذا الخطب الجلل، والحدث العظيم، والمصاب الأليم، ودعت المملكة العربية السعودية ابناً باراً من أبنائها، ورجلاً فذاً من رجالاتها، وبانياً مسدداً من بناة مجدها، نذر نفسه ووقته وجهده وماله في سبيل خدمة دينه، ثم مليكه ووطنه ومواطنيه. وفقد العالمان العربي والإسلامي رمزاً من رموز الخير والعطاء والنماء، وعَلَماً من أعلام المحبة والمودة والوفاء، ونموذجاً من نماذج التعاون والتآخي والإباء، كرّس كل إمكاناته المادية والمعنوية لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وخسر العالم كله زعيماً سياسياً محنكاً، وقائداً إنسانياً ملهماً، وأميراً عبقرياً نبيلاً، ضرب بسهم وافر في إرساء قواعد العدل والنبل والتسامح والأمن والسلام في ربوع العالم. ويجمع الذين يعرفون الأمير سعود الفيصل على أنه رجل استثنائي، أتاه الله الحكمة، والذكاء، والعمق في التفكير، وبُعد نظر، والفطنة، وسرعة البديعة، والقدرة على العزم والحسم في المواقف المهمة، وغير ذلك من الصفات القيادية. كما أن الله - سبحانه وتعالى - قد مَنّ على هذا الأمير الإنسان بالعلم الغزير، والحلم الوفير، والأدب الكثير، والتواضع الجم، والكرم الأصيل، والجود المتناهي، والخلق الرفيع، والتعامل الراقي، وغير ذلك من السجايا الحميدة. يحق لنا أن نباهي بأمير الدبلوماسية ومهندس السياسة الخارجية السعودية ورائدها، الذي يباهي به وزراء الخارجية العرب، الذين ترأس مجلسهم منذ أكثر من 40 عاماً. ومن هذا المقال أنتهز الفرصة أن أتقدم بأحر التعازي لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشعوب العربية والإسلامية كافة، وللشعب السعودي الكريم.