السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد: أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء من اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك تحت عنوان (حماية الأسرة من التقنية للدكتور عبدالواحد الحميد الذي ذكر في مقاله هذا أن التقنية التي غزت كل جوانب الحياة في زمننا الحاضر والتي يسرت لنا العيش وذللت الكثير من الصعوبات باتت تهدد الأسرة الحديثة وأن أفراد الأسرة يجتمعون وكل واحد منهم مشغول في عالمه الخاص الذي يطل عليه من جواله الخاص وأن هذه الأجهزة من التقنية عزلة بين أفراد العائلة، وأن هناك بلدانا سبقتنا في هذه التقنية نكتوي بنار هذه التقنية مثل إيطاليا وأن نسبة 40% من الطلاق في هذا البلد بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.... الخ. أقول على ما كتبه الدكتور (الحميد) أنه منذ وجود الصحون الفضائية والتي انتشرت في السماء وبدأت القنوات الفضائية تبث برامجها سواء قنوات عالمية أو عربية أو إسلامية والتي تجاوزت الآلاف من القنوات. تبث البرامج الاجتماعية والرياضية والترفيهية والصحية والدينية والمسلسلات التمثيلية منها الصالح ومنها (الطالح) ومنها الفاضح والمخزي وبدأ الناس يستقبلون هذا البث المباشر من هذه الأطباق الهوائية الكبير والصغير الرجل والمرأة وأخذ الناس يتسابقون على شراء هذه الأطباق بأثمان غالية ودخلت كل منزل وأصبح المنزل يوجد به أكثر من (طبق بث) وفي كل غرفة من غرف الاستراحة أو النوم كل يستقبل هذا البث حسب ثقافته ووعيه وتفكيره وبدأت الأدمغة تنحشر وتتكدس فيها (الصالح والطالح) والبعض منها (يتخزن في العقل الباطن). يظهر في الوقت والموقف المناسب ووسائل التربية عندنا التي تتمثل في الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة لم تضع حصانة ذاتية خاصة لدى الشباب وصغار السن عن طريق الأسرة والمدرسة لم تعد البرامج التثقيفية والتوعوية عن طريق نشاطها لتحصين هؤلاء الطلاب وكذلك المسجد عن طريق خطباء المساجد والدعاة والوعاظ والمسموح لهم عن طريق (وزارة الشئون الإسلامية) (فأصبح الشق أكبر من الرقعة) ومما زاد الطين بلة التقنية الحديثة عن طريق وسائل (التواصل الاجتماعي) (الجوال أو الآيباد أو اللابتوب أو غيرها) التي عن طريقها يعرف الإنسان رجالاً ونساء شبابا وشابات ما يدور في هذا الكون لحظة بلحظة من أخبار داخلية وخارجية وأصبح النت يغطي أغلب مظلة العالم حتى الأموات في الداخل والخارج تنشرها شبكة التواصل الاجتماعي أما ما حدث في إيطاليا من ارتفاع نسبة الطلاق 40% بسبب (التواصل الاجتماعي قد يكون هذا صحيحا إلى (حد ما) لكن قد يكون هناك عوامل أخرى رفعت نسبة الطلاق بحكم (حرية الرأي التي ليس لها ضوابط محددة ومعينة وفي إمكان الإنسان عندهم يكتب ويتحدث كيف ما شاء ورغب حتى لو خدش هذا (الحياء أو العفة) وهذا الذي جعل نسبة الطلاق ترتفع بسبب وسائل التواصل الاجتماعي لكني أعود وأقول (ان حماية الأسرة وأفرادها وأفراد المجتمع عن طريق الحصانة الذاتية منذ الصغر سوف تكون ان شاء الله «فلتر» يصفي الأفكار الهدامة والغير مرغوبة بها والمضادة للمجتمع بحيث يقيم كل شخص ما يرد في هذه الوسائل من معلومات خيرها وشرها) (والله من وراء القصد). آخر الكلام: يقول الأديب (عابد خزندار) (لكل امرأة جانبها المضيء حتى ولو لم تكن جميلة). - مندل عبدالله القباع