صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشاركة المملكة العربية السعودية وتركيا في تحالف دولي لمكافحة الإرهاب ضرورة قصوى، مؤكداً أنه يجب مكافحة «داعش» وغيره من التنظيمات دون استخدام معايير مزدوجة. وقال لافروف في مؤتمر صحفي في أوفا الخميس 9 يوليو/تموز، إن دول مجموعة «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون متفقة على أن تنظيم «داعش» شر مطلق يجب مكافحته دون استخدام معايير مزدوجة. وحذّر الوزير الروسي من محاولة استعمال إرهابيين ك»حلفاء» بشكل مؤقت من أجل إسقاط نظم «غير لائقة». وعلى حد قول لافروف، فإن الأزمة السورية شهدت محاولات بعض الدول الغربية إسقاط النظام من خلال تجاهل نشاط الإرهابيين ورفض مبادرات موسكو في مجلس الأمن الدولي التي كانت ترمي إلى وقف تفشي الإرهاب في سوريا، مضيفاً أن ممثلي تلك الدول كانوا يقولون إن الإرهابيين أشرار لكنهم «يحاربون النظام غير الشرعي» وما كانوا ليتسللوا إلى المنطقة لو تخلى الأسد عن السلطة. وأكد وزير الخارجية الروسي أن تنظيم «داعش» يمثل خطراً على معظم دول العالم في أوروبا والولايات المتحدة وكذلك روسيا، مشيراً إلى أن حوالي ألفين من مواطني روسيا الحاليين والسابقين يحاربون في صفوف التنظيم الإرهابي، بينهم عدة مئات من المواطنين الحاليين أو السابقين المقيمين بشكل دائم في أوروبا. وأعلن لافروف أن روسيا ستركز في مكافحة «داعش» على حماية حدودها، مشيرا إلى أن القوات المحلية هي من يجب أن يحارب التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، وأضاف أنه «ليس هناك عجز في قوات قادرة على مكافحة «داعش» في المنطقة». مؤكدا ضرورة توحيد جهود دول المنطقة للتصدي للخطر «الرئيسي». وأشار لافروف إلى أن الحديث لا يدور حول إمكانية مشاركة دول المنطقة في إقامة تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بل ضرورة مشاركة المملكة العربية السعودية وتركيا في مثل هذا التحالف. وفي الاثناء, حث مسؤولون أميركيون أنقرة على زيادة جهودها لمنع تسلل الجماعات المتشددة إلى سوريا عبر حدودها، فيما يظهر خلاف بين البلدين حول دور الأكراد في القتال ضد تنظيم «داعش». موقف الحليف الأميركي يبدو أكثر تمسكا بدور القوات الكردية في جبهة القتال ضد التنظيم المتطرف في سوريا، إذ قال أشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء إن الأكراد يتحركون ولأنهم قادرون على التحرك فنحن ندعمهم وهذا أمر ناجح، مشيرا إلى أن واشنطن تتحرك من أجل إقناع تركيا ببذل جهود إضافية لمنع تدفق المقاتلين المتشددين والإمدادات إلى «داعش» عبر حدودها. ولمح كارتر أيضا إلى أن وفد ألين يضغط على السلطات التركية لتشديد أمن الحدود ومنع وصول المقاتلين والإمدادات إلى «داعش»، قائلا إن واشنطن تحاول إقناع الأتراك بتحسين أدائهم. وتركيا عضو متردد في التحالف تصر على الإطاحة ببشار الأسد قبل مكافحة « داعش» وتخشى أن تؤجج مكاسب المقاتلين الأكراد على الأرض المشاعر الانفصالية بين مواطنيها الأكراد.