فجأة وبلا مقدمات ودون أخذ رأي أحد ولاسيما طرفي اللقاء ، تردد في الشارع الرياضي عن توجه جاد لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم لإقامة مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر في العاصمة البريطانية لندن، دون أن يعرف أحد الهدف من هذا التوجه ولا الجدوى الاقتصادية منه ولا النتائج المتوخاة من إقامته في بريطانيا حيث يقام أحد أقوى دوريات في العالم من الناحيتين المالية والفنية وأكثرها متابعة جماهيرية على المعمورة. إقامة مباراة السوبر السعودي في لندن أمر لا قيمة له من عدة نواح: - فهل يتوقع من يفكر في ذلك أن الجماهير الانجليزية والسياح هناك سوف يتوجهون إلى الملعب لمتابعة المباراة بما يضمن تحقيق شهرة مناسبة للكرة السعودية؟. - وهل يتوقع أن المعلنين هناك سوف يستابقون لحجز مواقعهم الاعلانية في الملعب الذي تشهده المباراة بما يضمن تحقيق عوائد مجزية للفريقين والمنظمين ؟؟ - وهل يتوقع أن تشهد المباراة النجاح الجماهيري والمتابعة الإعلامية التي ستشهدها عندما تقام في معقل الفريقين في الرياض؟. -وهل من الإنصاف أن يدعم اتحاد الكرة السعودية على نحو ما السياحة في بريطانيا ويشجع البعض على السفر اليها من اجل متابعة اللقاء، في وقت كان يفترض فيه أن يكون شريكاً في دعم صناعة السياحة المحلية وجذب الناس ومحدودي الدخل.. إلى العاصمة السعودية بدلاً من هجرة معاكسة للحدث ؟. - وهل يعتقد اتحاد الكرة أن تسويق الرياضة السعودية والمباريات الكبرى يتم بمثل هذه الطريقة التي يرى كثيرون أنها قد تتم دون التفكير في نتائجها والمحصلة النهائية المتوخاة منها؟. و قبل ذلك كله هل فكر من يفكر في خوض ممثل هذه التجربة في التكاليف المترتبة على إقامة مباراة السوبر في بريطانيا.. فكم ستكون القيمة الإيجارية لملعب المباراة والملاعب التي سيتمرن عليها الفريقان؟. وكم سيكلف انتداب الفريقين وإدارتهما وأجهزتهما الفنية والطبية إلى لندن غالية المعيشة وكم سيكلف إسكانهما لمدة أربعة ايام على الأقل وإعاشتهما وغيرها من المصاريف؟. وكم سيكلف إركاب الفريقين من الرياض وإليها وداخل لندن ؟. أم أن اتحاد الكرة يظن أن الناديين سيتكفلان بذلك كله وهو ما يعده الجميع مستحيلاً في ظل ارتفاع مصاريف الأندية مقابل ضعف إيراداتها.. لقد كان من المقبول أن يتم تسويق المباراة خليجياً كأن تقام في قطر والإمارات، وكان الأفضل لو فكر اتحاد الكرة في دعم السياحة المحلية وأقام المباراة مع برامج مختلفة تتعلق بها في أحد المصائف السعودية، والبدء في إعداد دراسات حقيقية لجدوى إقامة مثل هذا اللقاء خارج الحدود والمكاسب المتوقعة منها، أم أن يتحول الأمر أي أمر من مجرد فكرة على الطاولة إلى حقيقة في الملعب فذاك ما يرفضه المنطق والعقل في وقت واحد. في الشارع الرياضي هذه الايام ومن خلال ما يتردد بين الناس رفض تام لهذه الفكرة ومطالب بعدم الالتفات إليها وردها إلى أصحابها .. مع دعوات إلى البحث عن سبل أخرى لتطوير الرياضة السعودية ونشر منافستها ومسابقاتها خارج الحدود، ودعوات أخرى لاتحاد الكرة أن يحقق بعض وعوده ايام الحملات الانتخابية ويحيلها إلى واقع قبل أن تنتهي دورته بعد أقل من عامين، قبل أن يفكر في أشياء أخرى ليست ذات أهمية ولا قيمة أطلاقاً.