قرر أحدُ متسلقي الجبال الصعود إلى قمة جبل لم يسبقه إليه أحد، وقد بدأ محاولته وحيدًا لأنه أراد أن يحقق مجدًا لا يشاركه فيه أحد. وبعد شهور من الإعداد والتدريب وفي ليلة ظلماء شرع في تسلُّق الجبل الشاهق، ولاحتجاب القمر وانعدام الرؤية بذل جهدًا كبيرًا، وبعد عناء وحين بدت القمة غير بعيدة زلَّت قدماه وهوى للأسفل، وأدرك حينها أنّ الحياة أهمُّ من القمة والمجد، وفجأة تعلَّق الحبل المشدود على وسطه في مسمار ضخم كان قد غرسه في قمة إحدى الصخور، وعندما وجد نفسَه معلَّقا بين السماء والأرض ارتعد خوفًا صارخًا ومستنجدًا، وخُيِّل له أنه سمع صوتًا يناديه يقول له: «اقطع الحبل لكي تنجو»، لكنه لم يستجِب ولم يصدق إحساسَه بل بالغ في شدِّ الحبل حول وسطه خوفًا من السقوط. وفي الصباح وصل فريق الإنقاذ فوجدوا الرجل معلقًا وقد تجمَّد في مكانه.... وهو على بُعد أمتار قليلة من الأرض! «لن تستطيع تغيير نظام حياتك فعليًّا بدون قدرة على المخاطَرة، ولن تستطيع المخاطرة ما لم تكن مؤمنًا وواثقًا وصادقًًا ومتزنًا من الداخل ومتفاعلاً من الخارج».