قرأت مقالاً في صفحة عزيزتي الجزيرة للكاتبة النشيطة نجوى الأحمد بعنوان (الطلاق ليس نهاية الحياة)، فيأتي الطلاق والانفصال بين الزوجين كخطوة أخيرة بعد أن تصبح كل الطرق مسدودة في وجه الإصلاح، وتتوقف كل محاولة للتوفيق بينهما، وكثيرون هم الذين يجعلون كلمة الطلاق هي الخطوة الأولى في مسيرة الحياة الزوجية لتتفرق الأسرة وينفصل الزوجان لأتفه الأسباب. وتشير بعض التقارير الإحصائية إلى ارتفاع نسبة الطلاق في المملكة العربية السعودية إلى نسب قد تفوق المعدلات العالمية في بعض الأحيان، وقد تتعدد الأسباب المفضية إلى ذلك والتي قد تكون صادرة من أحد الزوجين أو من كليهما معاً أو ربما أن البيئة المحيطة والجو الأسري غير الصحي قد ساهما في الوصول إلى كثير من هذه الحالات ليحدث الطلاق والانفصال المؤلم بين الزوجين. وكثيراً ما تكون المرأة المطلقة هي الحلقة الأضعف في هذه القضية، والتي قد تتحمل تبعات هذا الطلاق وآثاره المستقبلية، وخصوصاً إذا عرفنا أننا نعيش في مجتمع يمارس شيئاً من القسوة على المرأة المطلقة ويحملها الكثير من الأخطاء، ويضع اللوم عليها في عدم المحافظة على بيتها وزوجها، بل قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى نشر الإشاعات الكاذبة عن المطلقة وأن زوجها لم يطلقها إلا لأن بها عيباً ما، أو أنها سيئة مثلاً، وما إلى ذلك من الأحكام الجائرة التي تتعرض لها هذه المطلقة المسكينة، وكثيراً ما تعاني المطلقة كذلك من نظرات الاحتقار والشك التي تحاصرها من بعض النسوة كلما شاركت في إحدى المناسبات الاجتماعية، وهو مما يجعلها تعيش في عزلة عن محيطها الاجتماعي وتنطوي على نفسها لتندب حظها العاثر وتشكو أيامها القاسية.ومع الأسف الشديد فإن ما تواجهه المطلقة من تعنيف مجتمعي قد لا يقتصر على بني جنسها من النساء بل قد يصل الأمر إلى أفراد أسرتها، فينظرون إليها نظرة دونية كونها مطلقة. تقول إحدى المطلقات: تزوجت من رجل لم يستمر زواجي منه سوى عامين، وبعد أن طُلِّقت منه أصبح الناس ينظرون إلي كأني صاحبة سوابق، ويعاملونني بقسوة، وكل امرأة أزورها تتهمني بأني أخطط لخطف زوجها، فهل معنى هذا أن أعتزل الناس! وبلا أدنى شك فإن من حق المطلقة على المجتمع عامة وعلى أسرتها خاصة ألا يكونوا سبباً في تعاستها، بل عليهم أن يعرفوا لها قدرها ويرفعوا من معنوياتها، ففشلها في الزواج لا يعني فشلها في الحياة. ولو أعطيت هذه المطلقة حقوقها الاجتماعية كاملة لما كانت هذه النظرة السلبية لها، فهي امرأة صالحة، شأنها شأن سائر النساء، بل ربما يكون فيها صفات لا توجد في غيرها من رجاحة العقل والخبرة بحقوق الزوج وتربية الأولاد.