فجع الوسط الإعلامي والمجتمع الثقافي برحيل القامة الإعلامية الثقافية الدكتور بدر كريم الذي شنف أذاننا ونحن صغار صوته العذب عبر ميكرفون الإذاعة السعودية ثم التلفاز السعودي، لقد شدني إلقاؤه الجميل ولغته الفصيحة وشد الكثيرين أمثالي من متابعي الإذاعة السعودية أولا ثم التلفاز ثانيا وكان إلقاؤه الجميل يعطي المستمع والمشاهد انطباعاً عن شخصية الفقيد وثقافته العالية وإدراكه لدوره الإعلامي ومهنيته العالية، وحينما نتحدث عن هذه القامة الإعلامية ومكانته الكبيرة وعلو كعبه في هذا الميدان نتذكر العديد من الشخصيات الإعلامية التي زاملت الفقيد بدر كريم رحمه الله نتذكر الراحل محمد عبدالرحمن الشعلان غفر الله له الذي غادر دنيانا قبل أكثر من عشر سنوات وتمر بنا ذكرى رحيل الإعلامي الكبير الدكتور محمد كامل خطاب رحمه الله. إن رحيل الكبار لا شك يعد خسارة كبيرة فهم يتركون فراغا عظيما، وكان الفقيد بدر كريم متواضعا جدا رغم شهرته الفائقة ومكانته الكبيرة، كنت أتابع نشاطه الإعلامي عبر الإذاعة والتلفاز والصحافة وعرفت عن مؤلفاته الإعلامية، ولأنني شغوف بالعمل الإعلامي ومارست العمل الصحفي منذ أكثر من ثلاثين عاماً فقد تواصلت مع الفقيد الدكتور بدر كريم رحمه الله، وكنت أظن أنني لن أستطيع الوصول إليه لمكانته الرفيعة، وأذكر أنني كتبت له رسالة أرسلتها عبر الفاكس الذي كان أسفل عاموده اليومي في صحيفة عكاظ ومضت عدة أيام ظننت أنه لم يعط بالاً لرسالتي أو أنه ترفع عن الرد عليها لأنه لا يعرفني، وانقطع أملي بالتواصل معه، وفي ذات يوم فوجئت باتصاله يقول (معك بدر كريم) قلت في نفسي يا للهول بدر كريم يتصل بي، رحبت به وهو يعتذر بلطف عن تأخره بالتواصل معي وسألته عن كتابه (أتذكر) فقال أعطني عنوانك ليصل إليك، وبعد أيام وصلتني كمية من إصداراته فقد كان بالغ الكرم معي فلم يكتف بالكتاب الذي سألته عنه بل بعث بجملة من إصداراته، لقد ترك الفقيد الدكتور بدر كريم جيلاً من الأبناء منهم المذيع في إذاعة جدة ياسر بدر كريم والذي يأبى إلا أن يظهر باسمه كاملا مقترنا باسم والده، والدكتور أيمن بدر كريم وهو طبيب بشري في أحد مستشفيات جدة، وإياد، وأحمد وابنته غزوة التي سمى الفقيد الراحل مؤسسته الثقافية باسمها، كما ترك إرثا ثقافيا عبارة عن مؤلفاته الكثيرة والبرامج الإذاعية والتلفازية التي تمتلئ بها أدراج الإذاعة والتلفاز. رحم الله الفقيد الراحل الدكتور بدر كريم وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته والأسرة الإعلامية الصبر والسلوان، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. - سليمان بن علي النهابي