شيعت جموع غفيرة من الأهالي والأعيان والمسؤولين والإعلاميين الدكتور بدر أحمد كريم، إلى مقبرة أم الحمام في الرياض، بعد أن أديت الصلاة عليه عصر أمس الأحد في مسجد الملك خالد. وكان الفقيد انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس الأول، إثر معاناته مع المرض، في مستشفى الحرس الوطني في الرياض. وتقبل ذووه العزاء بدءا من أمس ولمدة يومين في منزل الفقيد في مدينة الرياض في حي المرسلات، ويومي الثلاثاء والاربعاء في منزله بجدة في حي السلامة، كما تستقبل اتصالات المواسين على جوال ياسر ابن الفقيد رقم (0566883123) وجوال ابنه الدكتور أيمن (0500067639). وأبدى عدد من ذوي وأصدقاء الفقيد حزنهم العميق لرحيله، وعددوا كثيرا من مناقبه الحميدة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. ووصف ياسر ابن الفقيد رحيل والده بالخسارة، موضحا أن أباه حرص على غرس الاخلاق الفاضلة فيهم، والاعتماد على أنفسهم في تدبير شؤون حياتهم، وأن يجعلوا مخافة الله نصب أعينهم، وأن يؤدوا ما يوكل إليهم باخلاص وتفان. وقال ياسر بدر كريم: كان والدي (رحمه الله) يؤكد علينا نحن أبناؤه، بأن نحيي أنفسنا، ولا نعتمد على اسمه في قضاء احتياجاتنا في الحياة، ويردد دائما على مسامعنا عبارة ليس الفتى من قال كان ابي.. بل الفتى من قال ها انا ذا. إلى ذلك، أكد عضو الشورى السابق حمد القاضي ان الراحل الدكتور بدر كريم نذر نفسه لخدمة بلاده، ولم يعرف عنه إلا الرأي المتزن والكلمة الجميلة. وقال القاضي: تشرفت بمزاملته في مجلس الشورى وكانت الآراء التي يطرحها تتميز بالاتزان وكان طموحه (رحمه الله) عندما حصل على شهادة الدكتوراه ليس الشهادة بحد ذاتها بل أن ينهل من العلم والمعرفة. واعتبر رحيل بدر كريم خسارة للوسط الإعلامي والثقافي، متمنيا من وزارة الثقافة والإعلام الاهتمام بما تركه من مؤلفات. ورأى المذيع سعد زهير أن الراحل بدر كريم ترك بصمة كبيرة لن تمحوها السنوات كما ترك جيلا من الطلاب الذين نهلوا من علمه وإلقائه، موضحا أن الفقيد كان مثقفا ومفكرا ألف عددا من الكتب في مجال الاعلام وكان رجل ادارة من الطراز الاول. وعبر الدكتور ماجد بن عبدالعزيز التركي رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية عن حزنه العميق لرحيل الإعلامي بدر كريم، معتبرا ان الفقيد يمثل نموذجا للإعلام السعودي الرصين، ولم يكن مجرد صوت ينقل الخبر أو المعلومة، بل كان ثقافة ووعيا وإدراكا. وقال: رأيته (رحمه الله) عن قرب في ممرات كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام بالرياض، عندما عزم على نيل درجة الدكتوراه التي حازها معنويا قبل أن ينالها وثائقيا، كنت أراه برفقة صاحبه الدكتور عبدالقادر طاش الذي سبقه للدار الآخرة (رحمهما الله جميعا)، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.