بعد 90 يوما من تدشين الرقم 1955 بمركز استشارات الإدمان باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، تجاوب عدد كبير من المواطنين مع هذه الخدمة التي تهدف إلى تطويق هذا البلاء وخدمة المجتمع وحمايته من الآثار المدمرة للإدمان، حيث تلقت اللجنة العديد من البلاغات عديدة، وتم نقل 408 مدمنين قسريا للعلاج في مصحات الإدمان في عدد من مناطق المملكة وإتلاف ما بحوزتهم من ومواد مخدرة. في غضون ذلك وصف مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية علي بن عوض الشيباني، إطلاق فعاليات استقبال الاستشارات والبلاغات باستقبال مدمنين بمركز استشارات الإدمان (الرشيد) من خلال اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على الرقم 1955، بأنه يشكل نقلة نوعية جديدة، وخطوة إيجابية تضاف إلى جهود المركز ومبادراته، مشيرا إلى أن المركز سيسهم في تقديم خدمة استشارية مميزة للمدمن والأسرة والمجتمع. وأكد الشيباني ل (الجزيرة) التواجد المتواصل لنخبة من المتخصصين في مجال المخدرات والمؤثرات العقلية، بالمركز طوال 14 ساعة متواصلة، حيث يتم تقديم خدمة التدخل السريع للحالات الرافضة للعلاج وتطلب أسرهم المساعدة، كما يتم تقديم الاستشارات والإرشاد والتوجيه المبني على الأسس المهنية للمساعدة في وقاية أفراد المجتمع من آثار الاضطرابات الإدمانية والمشكلات المتعلقة بها مع التدخل الإرشادي لمساعدة طالبي الخدمة. وبين الشيباني، أنه يوجد مسار وقائي وإرشادي، مشيرا إلى تقديم الاستشارات الفردية والأسرية المتعلقة بمشكلة المخدرات وكذلك نشر الوعي الثقافي بين شرائح المجتمع بمشكلة المخدرات وأيضا المساهمة في التوجيه العلاجي لأصحاب المشكلات الإدمانية والقضايا المرتبطة بها، كذلك توجد بالمركز خدمات نقل مرضى الإدمان بسرية تامة، مشددا على أنه لا يتم من خلالها مسألة المريض بأي حال من الأحوال، كما أنه لا يعاقب حسب ما جاء في نظام مكافحة المخدرات. خمسة آلاف اتصال وأوضح الشيباني، أن المركز ومنذ تدشينه من 3 أشهر استقبل أكثر من 5000 اتصال منها اتصالات استشارية عابرة، من بينها 408 نقل قسري لمدمنين، مشيرا إلى أن من بين الاتصالات استشارة توجيه واستفسار عن بعض المستشفيات المتخصصة بعلاج الإدمان، نافيا وجود حالات إدمان للنساء، مؤكداً أن غالبية المدمنين شباب بالعقد الثالث من العمر، فيما يتسبب في غالبية حالات الإدمان، حبوب الكبتاجون في المرتبة الأولى ويأتي الحشيش في المرتبة الثانية. وقال إن المركز يتابع كافة مراحل علاج المدمنين، وغالبيتهم تجاوبوا مع العلاج وأعطوا نتائج إيجابية وفق الاتصالات التي تلقاها المركز مع الأهالي، حيث حرص بعضهم على الاتصال لتقديم الشكر للمركز، والبعض الآخر للاستفسار عن كيفية التعامل مع أبنائهم بعد خروجهم من المستشفى وكيفية احتوائهم وماذا عن المرحلة المقبلة، وهناك قلة للأسف ممن بدءوا مرحلة العلاج لا يتواصل أهلهم معنا، ولا مع المستشفى، حيث ينتهي تواصلهم بعد نقل المريض للمستشفى. وطالب مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية، من الجميع التواصل مع المركز بعد نقل المريض إلى المستشفى وذلك من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية تضمن سلامة المريض وعدم عودته للإدمان. مرة أخرى، مبينا أن أكثر المتصلين بالمركز من العناصر النسائية والإبلاغ عن حالات الإدمان لأزواجهن أو أبنائهن، مؤكدا أن أكثر من يعاني مع مرضى الإدمان هو العنصر النسائي. وأشار إلى أن المركز يحظى بدعم من رجل الأعمال الدكتور ناصر الرشيد منذ تأسيسه، كاشفا عن أن تم مؤخرا إطلاق مشروع نبراس الذي يهدف إلى توحيد جهود الجهات الحكومية في المملكة، حيث إن أي جهة تقوم بعمل برامج توعوية أو علاجية أو وقائية يتم تقييمها من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وأوضح الشيباني، أن سمو ولي العهد، وجه بإنشاء مستشفيات لعلاج الإدمان في المملكة، مبينا أن هناك عددا من رجال الأعمال أبدوا حماسهم ومبادراتهم لدعم تلك المستشفيات. وأكد أن المركز يتابع حالات نقل المرضى بسرعة عالية، حيث يتم في حالة البلاغ عن مدمن وتعاون الأسرة في ذلك القبض عليه وتنويمه بالمستشفى في مدة لا تتجاوز 24 ساعة، خاصة إذا كان المريض يشكل خطرا على أسرته، مشيرا في هذا الخصوص أن كثيرا من الحالات الخطرة نقلت بعد البلاغ ب120 دقيقة، مؤكدا أن غالبية الأسر لا تقوم بالإبلاغ عن ابنهم المدمن، إلا بعد أن يشكل خطرا عليهم ويصل لمرحلة متقدمة من الإدمان، وأرجع ذلك إلى الثقافة والعادات والتقاليد التي ساهمت في ضياع وتدهور حالات بعض أفراد الأسر المدمنين الذين تتفاقم مشكلاتهم، حيث يرتكب البعض منهم جرائم جنائية ضد أفراد أسرهم. مراقبة الشباب وأوضح الشيباني، أن 10 في المئة من الحالات التي تشكل خطرا، حيث ارتكبوا اعتداءات على ذويهم مطالبا الأسر في حالة ملاحظة سلوكيات غريبة على أبنائهم الاتصال بمركز الاستشارة على الفور، وأضاف:»غالبية حالات التعاطي تمثل دلائلها السهر بالليل وقلة النوم وسوء السلوكيات مع أفراد أسرته، كما أن المدمن لا يهتم بمظهرة وغالبية الأسر لا يلاحظون ذلك على أبنائهم إلا في المراحل الأخيرة التي يبدأ فيها الخطر على صحة المدمن وعلى الأسرة». وفي ذات السياق، أكد نايف الفتوح مشرف التقنية بالمركز، أن مشروع الربط التقني بين الجهات الحكومية، يتعامل مباشرة مع المستشفيات وضباط مكافحة المخدرات الذين يباشرون نقل المدمنين، حيث يتم وضع برنامج بعد تسليم الضباط اجهزة (الآيباد) حيث يتم من خلال البرنامج معرفة عملية نقل المدمن ومتابعة الإجراءات التي تصاحب نقل الحالة، مؤكدا أن المشاريع الإلكترونية تختصر عليهم الجهد والوقت، والتي يتم من خلالها متابعة وضع الحالة تقنيا من المختصين بالنقل الذين تم تسليمهم أجهزة (آيباد) تم ربطها باللجنة الوطنية - مركز استشارات الإدمان، وتم تسليم أجهزة (الآيباد) من الأمانة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. حالات الإدمان تلقى المركز بلاغات لبعض الحالات التي تعد دخيلة على المجتمع، لكن في عالم المخدرات كل شيء غير مستبعد، حيث استقبل المركز حالة مسن بالعقد الخامس من العمر وبعد إدمانه على الحشيش لمدة 20 عاما، فقد خلالها عمله ومستقبله ومستقبل أسرته، حيث يقوم بإجبار زوجته على التسول لجمع الأموال لشراء المخدرات، وتم علاجه 10 مرات، وفي كل مرة يخرج من المستشفى، ثم يعود للمخدرات مرة أخرى، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ مركز الاستشارات بحالته، وتم القبض عليه ونقله للعلاج، وما زال يخضع للعلاج حتى الآن. كسر يد والدته كما استقبل المركز بلاغاً عن حالة أخرى لشاب يبلغ من العمر 22 عاما أدمن المخدرات، وكان في حالة هيجان وقام بالاعتداء على والدته وهو تحت تأثير المخدر، مما أدى إلى كسر يدها، وقام بضربها بشكل جنوني، وحين وصول البلاغ تم القبض عليه، ونقله للمستشفى لتلقي العلاج، وتم تصنيف حالته ب(عنف أسري). أحرق إخوته وكذلك تلقى المركز بلاغاً عن حالة شاب في العقد الثالث من العمر، مدمن مخدرات، والده متوفى ولديه 3 شقيقات، يتشاجر معهن ويضربهن تحت تأثير المخدر، كما يقوم بحرقهن، وقد اعتدى على إحداهن بالضرب حتى كسر أسنانها الأمامية، وللأسف لم يتم الإبلاغ عنه إلا بعد الوصول إلى مرحلة الاعتداء على أخواته وتأثير الإدمان عليه بشكل كبير، حيث تم اتخاذ الإجراء اللازم بنقله لأحد مستشفيات علاج الإدمان. مبتعث يعود مدمنا لقد طال هذا السم القاتل، وهذه الآفة المدمرة بعض الشباب في الداخل، وبعض من هم خارج الوطن، فقد تلقى المركز بلاغاً عن حالة شاب كان مبتعثا لكنه سقط في براثن المخدرات، وبدلاً من العودة بشهادة علمية نوعية، عاد بشهادة إدمان عكس توقعات والده وأسرته الذين كانوا ينتظرون منه الكثير، وبعد عودته بفترة تعاطي المخدرات واعتدى على والده بالضرب، وبعد الإبلاغ عنه تم القبض عليه ونقله للمستشفى لعلاجه.