عودتنا الأديبة والكاتبة «بهية بنت عبدالرحمن بوسبيت» بإصداراتها وإبداعاتها الأدبية الرائعة والمتنوعة منذ سنوات، ومقالاتها الاجتماعية المُتوّجة داخل مؤلفاتها القيمة وتتميز الكاتبة برصانة أسلوبها وسلاسة أفكارها وقوة تأثيرها على مشاعر القراء بقوة الطرح المؤثر مما تجعل القارئ يسترسل مع أي موضوع أو قصة تكتبه حتى ينهي قراءته منها، وقد يكرر قراءة القصة أو الموضوع مرة أخرى، هذا يعني أن كل طرح تطرحه يلامس أفكار ومشاعر جميع شرائح المجتمع، وبين يدي مجموعة قصصية من إصداراتها القيمة بعنوان: «أيتام ولكن..» يقع في كتاب عدد صفحاته مائة صفحة منها صفحتي إهداء ومقدمة، والإهداء موجه لخادم الحرمين الشريفين «الملك سلمان بن عبدالعزيز» -أطال الله في عمره- وعناوين القصص كالتالي: أيتام ولكن وهي القصة الأولى في هذه المجموعة وتحمل عنوان الكتاب والقصة في مجملها تدور حول شريحة من أبنائنا غالين علينا جميعاً، نأتي للقصة التي بعدها تحمل عنوان من «سرق اسمي» وهي قصة ماهر الذي يساءل نفسه كثيرًا عن سبب نقص في اسمه وما أسباب ذلك النقص، حس ماهر بالأمل حينما قرأ خبرا أن وزارة الخدمة الاجتماعية ستحسن ظروفهم وتعالج مشكلة أسمائهم. والقصة الثالثة بعنوان «دار عائشة» وهي السيدة «عائشة الراشد» من عوائل الأحساء بالمبرز صاحبة المبادرات الخيرية والدعم الإنساني لفلذات أكباد هذا الوطن، والقصة تدور حول خولة التي تحلم بمستقبل يسعدها ويحقق لها حياة كريمة كغيرها من بنات جنسها، والدار التي انتقلت إليها مع زميلات وزملاء مما حسن من ظروف معيشتهم بأقسام منوعة يمارسون نشاطاتهم وهواياتهم بالتعبير عن مشاعرهم، وتليها قصة مشعل وتحديه في صنع مستقبله بالدراسة حتى تخرج من كلية الطب بتقدير ممتاز نسى تلك الهموم الموجعة، وتليها قصة بعنوان «كفاح هناء» التي واصلت كفاحها في دراستها حتى التحقت بوظيفة يناسب تخصصها ووفقت بزواج أسوة بغيرها مما زاد من سعادتها وكونت أسرة زوجية سعيدة عوضها عن سنوات الحرمان والنكد، والقصة التي تليها «دموع سماء» وهي «سماء عبدالرحيم مظلوم» هكذا اسمها في أوراق ثبوتيتها ظلمت سماء كما ظلم غيرها من زملاء وزميلات في دار الحضانة الاجتماعية، وسماء هذه صاحبة موهبة فنية تشكيلية بإبداعاتها ترسم معاناتها ومعانات من حولها حتى تمكنت من إقامة معرض فني تشكيلي حضره كبار أصحاب المواهب من مسئولين وفنيين وغيرهم مثلت بمعرضها هذا بالمستى المشرف على مستوى الوطن. ونأتي أخيرًا للرواية «سر في أعماقي» ضمن مجموعتها القصصية وإبداعاتها الرائعة، ونبدأ بمسلسل أحداث هذه القصة وهي قصة إيمان التي شدتني لقراءتها من بدايتها حتى نهايتها وأعصابي مشدودة لمتابعة أحداثها وهي قصة جميلة عاشتها إيمان بفضل إبداعاتها واستقامتها في دراستها بما يتناسب مع مواهبها وحب واحترام من حولها لها وبالذات صديقتها التي أحبتها وزرعت حب أهلها لصديقتها «إيمان» حتى انتهت بزواج أخيها لصديقتها هذه، ونهاية القصة المؤثرة التي انتهت بالتعرف على أمها الحقيقية، مما زاد ذلك من سعادتها، نشكر الكاتبة على هذه الأطروحات الرائعة ونرجو لها التوفيق.