سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«ابن سعيد».. حارب «العنصرية» قبل أكثر من نصف قرن.. ودعم النصر !! الباحث التاريخي «الدوس» يقلب ل«الجزيرة» أوراقاً من التاريخ الهلالي: أنفق على «رياضة الوسطى» نصف أمواله.. وأسس أكبر ناديين
أكد الباحث في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة.. ومؤسس المتحف الرياضي (منصور الدوس) أن الشيخ الراحل عبد الرحمن بن سعيد مؤسس الهلال والشباب.. صرف على الرياضة من صحته وماله الشيء الكثير؛ مشيراً إلآ أن هدفه -رحمه الله - لم يكن فقط دعم الأندية وتأسيسها في منطقة الرياض؛ بل أيضاً في منطقة مكةالمكرمة, وبين قائلاً: إن الرمز الراحل أنشأ العديد من الأندية في مدينة جدة كالاتفاق في عام 1376ه؛ كما ترأس النادي الأهلي بجدة حينما كان اسمه الثغر وكاد الثغر أن يلغى لولا أن أنقذه في أواخر عقد السبعينيات الهجرية من القرن الفائت؛ كما تحمل مسؤولية تأسيس نادي الشباب والهلال في العاصمة الرياض؛ وكان يدعم النجمة والنصر والأهلي (الرياض)؛ وعدداً آخر من الأندية الرياضية في منطقة الرياض؛ كما أنه كان لاعباً وكان عضواً في اللجان الرياضية التي شكلت أثناء إشراف وزارة المعارف في عام 1380ه؛ ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في عام 1382ه؛ بمعنى أنه إلى جانب نزعة التأسيس والبناء كان أبو مساعد لاعباً بارزاً في فريق الموظفين ثم الشباب ثم في الهلال قبل تصنيفه رسمياً مطلع الثمانينيات الهجرية, وزاد قائلاً: يعد فريق الموظفين الذي بدأ فيه (ابن سعيد) حياته الكروية.. أول جيل مارس الرياضة بالمنطقة الوسطى، وذلك في عقد الستينات الهجرية من القرن الفائت, وضم هذا الفريق عدداً من موظفي الدولة ومنهم حمزة جعلي, محمد عبد الله الصايغ وعبدالرحمن بن سعيد ويوسف عابد وعبدالله أخضر وغيرهم من الموظفين، كانوا يزاولون كرة القدم عصر كل يوم جمعة في أرض تم تجهيزها وتخطيطها لتكون ملعباً خاصاً للموظفين تقع بجانب محطة الكهرباء بحي الملز. وأضاف: كان أبو مساعد يفكر في تأسيس ناد جديد يستقل به إثناء وجوده مع فريق الموظفين .. وجاءت حادثة الانقسام التاريخي الأول لتكون فرصة له وللعدد الفائض الذي لم يجد له مكاناً للعب مع صفوف الموظفين وصعوبة ذلك، فقد كان عددهم يتجاوز ال30 لاعباً!!. وزاد الدوس: كان الرمز الراحل بحماس وروح الشباب.. يفضّل تأسيس ناد جديد يحتضن هذه الأسماء التي لم تجد فرصتها في فريق الموظفين الذي تجاوز عدد لاعبيه أكثر من 30 لاعباً,, فانضم معه كل من عبدالله بن أحمد وصالح ظفران ومحمد أحمد صائغ وعبدالحميد مشخص ومحمد إبراهيم مكي، وتمكن من تأسيس ناد جديد بعد الانقسام الأول سمي (بفريق شباب الرياض البلدي)- الشباب حالياً- عام 1367ه، وأخذ التنافس تتسع دائرته بين فريقي الموظفين والشباب حتى تجاوز حدوده فصدر قرار بمنع مزاولة الرياضة فتشتت لاعبو الموظفين وانضم بعضهم لفريق (ابن سعيد). بعد السماح بعودة الرياضة وبقي شيخ الأندية وحيداً بالساحة الرياضية.. حتى تأسيس فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) عام 1373ه ثم النصر والهلال.. فاتسعت دائرة المنافسة في المنطقة الوسطى. وشدد الباحث الدوس قائلاً: بعد تأسيس الشباب عام 1367ه, دعمه مؤسسه العصامي بصورة مباشرة ونجح في توفير المستلزمات المطلوبة كافة للفريق من أحذية وملابس ومبالغ للصرف لمسح أرض الملعب وتخطيطه ورشه بالماء في كل تمرين, حيث تزعمه عشرة أعوام، وقدم فيها الرئيس الراحل كل ألوان الدعم والتضحية والمساندة حتى علا شأن (شيخ الأندية) بعد أن سلم راية الزعامة لساعده الأيمن (عبدالله بن أحمد) -رحمه الله- عام 1377ه وأتجه لتأسيس فريقه الأولمبي (الهلال حالياً) رغبة منه في توسيع دائرة البناء الرياضي وإنشاء مزيد من الأندية. وأضاف: لتأسيس الهلال قصة, فبعد أن حصل الانقسام التاريخي (الثاني) وشهد ولادة فريق الأولمبي (الهلال) حالياً, جاء هذا الانقسام بسبب حادثة ثلاثة لاعبين هم مهدي بن علي، وسيد سالم, ودحمان السلوم. وقد اختلف حولهم ابن سعيد مع ابن أحمد في الوقت الذي كان فيه (أبو مساعد) الذي أسس أول ناد بالمنطقة الوسطى (الشباب) عام 1367ه,كان يفكر في مغادرته عازماً على تأسيس ناد ثان من أجل زيادة المنافسة الكروية وتطوير الرياضة بالمنطقة ..وبالفعل أسس -الرمز الراحل- فريق الأولمبي عام 1377ه وتحول بأمر الملك سعود -رحمه الله- لمسمى الهلال، وهو بالمناسبة أول ناد محلي يحظى بشرف تاريخي بقيام ملك من ملوك المملكة العربية العربية السعودية إطلاق اسم الهلال على النادي العاصمي الأزرق.. وتغيير مسماه القديم (الأولمبي).. ومن أبرز اللاعبين الذين انضموا للزعيم بعد تأسيسه وتركوا الشباب.. مبارك العبدالكريم وناصر بن موزان وزرنكي ومهدي بن علي وغيرهم. وزاد.. بعد تأسيس الهلال صّنف ضمن أندية الدرجة الأولى (الممتاز حالياً) مطلع الثمانينيات الهجرية وتسجيله رسمياً بدعم قوي ومباشر من مؤسسه العصامي الراحل ..دخلت أندية المنطقة الوسطى للمشاركة في البطولات المحلية «كأس الملك وولي العهد» عام 1381ه لأول مرة.. ونجح الهلال وهو في عامه التأسيسي الرابع.. بالفوز بكأس الملك لأول مرة في تاريخ رياضة الوسطى.. وأول ناد يفوز بهذا اللقب من خارج المنطقة الغربية. وعن اختيار شعار زعيم الأندية قال: كان قائد الهلال وأسطورته (مبارك العبدالكريم) - شفاه الله - أول من اقترح الشعار الأزرق والأبيض على المؤسس (ابن سعيد).. غفر الله له .. تيمناً بأحد الفرق العربية التي كانت تحمل الشعار ذاته في تلك الأيام الخوالي وبالفعل تم اختيار الشعار الحالي (الأزرق والأبيض) وتسجيل الهلال رسمياً مطلع الثمانينات الهجرية بعد استكمال شروط التسجيل الثلاثة، وهي: وجود مقر للنادي, ووجود مدرب للنادي متفرغ, ووجود 30 لاعباً. وتم استكمال جميع الضوابط اللازمة. واختتم الباحث التاريخي الدوس حديثه عن مؤسس الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ومؤسس الهلال الراحل قائلاً: كان الرمز الكبير يحارب العنصرية البغيضة والتعصب المقيت, ويدعم معظم أندية المنطقة بما فيها النادي المنافس النصر.. مستشهداً بطلب بعض رموز نادي النصر في بداياته التأسيسية ومنهم رئيسه الراحل أحمد البربري، وكان يأخذ من ابن سعيد الكور والملابس, إضافة إلى عبدالله مختار الذي ترأس النصر رسمياً عام 80-1381ه كان يزور مؤسس الهلال في مقر النادي ويأخذ بعض الاحتياجات والمتطلبات اللازمة وصرفها على اللاعبين, ولا غرابة في ذلك «فابن سعيد» كان رقماً صعباً في نجاح مشروع قيام الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى, ودعمها, فضلاً عن وإسهاماته التاريخية وبصماته الخالدة التي طالت معظم الأندية وستبقى محفورة في ذاكرة الرياضة وأخاديد الزمن.. متمنياً أن تبادر الإدارة الهلالية الجديدة برئاسة النموذجي الأمير نواف بن سعد.. بتأسيس متحف بنادي الهلال يحمل اسم رمزهم الراحل «عبد الرحمن بن سعيد» الذي أسهم بخدماته الجليلة وتضحياته الجسيمة وعطاءاته البارزة في علو شأن البيت الأزرق وتمّيزه (رياضياً واجتماعياً وثقافياً).