1- الفراشة لا تتذكّر أنها كانت خادرة، لذا فهي خفيفة بلا اكتراث، مأخوذة بلحظتها كحلم منسي أو لطخة ضوء على حائط معتم. 2- يحدث أن تكون الأزهار المجاورة للينابيع غير محظوظة في المياه، تخسر الزهرة نفسها حين تنمو بهذا القرب القاتل دون أن تأخذ مسافة من العين. 3- كنا صغاراً يا أبي، نقف أمام ساعة الحائط العالي، نراقب ذاك العصفور البعيد في داخلها، نتآمر على الساعة منذ زمن، لكننا كبرنا يا أبي، فاختفى العصفور وظلت الساعة. 4- حين ضاقت المسافة أوقفني وقال: لن تراني حتى تلعب، ولن تلعب معي إلا إذا كنت أكثر مكراً مني، والآن هيا لنلعب، فاستبقنا، وطفق يمكر بي، فلا هو الطائر فأقبض عليه، ولا هو الظل في ظاهر الجبل فأبسط يدي إليه. وفي مهرب اللاعبين انتبهت ففي أول اللعب قال: ما رآني أحد، وأنا لست بأحد. 5- الأشجار مصابيح البستاني وخواتمه، هو يربي الشجرة وينمو معها، عينه تنظر إلى رأسها وأغصانها أولاً، ولأنه حالم بأمومة الشجر منحته السماء أكثر من حديقة ووهبته أجنحة عالية، أما الحطاب فلا ينظر إلى الشجرة إلا ابتداءً من أسفلها، عينه شاخصة تجس موقد الوليمة، غير أن الانحناء الطويل خلع على ظهره حدبة تنتظر ضربة الفأس.