مواسم الهلال في الابتعاد عن الذهب لا تطول، وغيابه عن الألقاب لا يتواصل؛ فللهلال معها قصة عشق سرمدي لا تنتهي، وللهلال مع الإنجازات علاقة حب، فإن لم يشتق لها اشتاقت له، وارتمت في أحضانه، ورسمت معه خطوط الوصال من جديد.. تلك العلاقة ممتدة امتداد تاريخ الزعيم منذ تأسيسه على يد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - حتى اليوم، علاقة مستمرة، سقى الهلاليون غرسها، واهتموا بها، وأولوها العانية الكافية اللازمة حتى أصبحوا يقطفون ثمارها يانعة يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، وبطولة تلو بطولة.. وفرحاً بعد فرح!! في تاريخ الهلال.. الغياب لموسم واحد فقط عن الذهب يعني الكثير، يعني أن الأوضاع ليست على ما يرام، وأن الملكي ليس في وضعه المعتاد!! عندما يغيب الهلال لموسم واحد فإنه في عالم الأرقام والمقارنات مثل فرق أخرى تغيب عشرات السنين، فالعام الواحد من الغياب في آلامه عند من تعود الحضور المستمر يساوي عشرة عند من اعتاد على الغياب، واكتفى بلقب أو أثنين كل عقد من الزمان.. عندما يغيب الهلال فإن كل أزرق في عالم المستديرة الساحرة يتحرك دونما هوادة بحثاً عن حل وتفتيشاً عن السبب، الكل في عالم الكرة لا يحتمل غياب الهلال.. الكل لم يتعود غياب الهلال؛ لذا فإن الهلال لا يستطيع الأفول؛ فينبري للساحة من جديد، ويستعرض قوته، ويقدم نفسه، ويجدد علاقته مع منصات عرفته وعرفها، وأحبته وأحبها.. والعاشق لا يتنفس بعيداً عن عشقه، والمحب لا يمكن أن يعيش كما يريد بعيداً عن من سكنت سويداء قلبه!! قصص الهلال مع البطولات مختلفة السيناريو.. متغيرة الحبكة، لكن النهاية دائماً واحدة.. ذهب وتفوق وتألق وحضور وسيطرة وتقدم ووقوف في المقدمة!! كلما قالوا إن الهلال غاب.. كان حضوره أجمل.. كلما قالوا إن الهلال تأخر.. كان تقدمه أحلى.. كلما قالوا إن الهلال انتهى.. كانت عودته أقوى.. كلما قالوا لن يحقق شيئاً.. عاد بلقب أغلى.. هذا هو الهلال.. فهل فطن من يعرفون جيداً ويحاولون حكاية رواية مختلفة لذلك؟ وهل أدركوا كم يتعبون من الهلال ومنافسة الهلال ومحاولة الوقوف أمام الهلال؟؟