لم يناصب أحد الدولة السعودية العداء والخصومة إلا أخزاه الله تعالى وجعل عاقبته وبالاً عليه، والتاريخ مليء بالأمثلة الدالة على ذلك، فكلهم ذهبوا بأحقادهم وبقيت الدولة السعودية باقية إلى أن يشاء الله تعالى أدام الله عزها. والسبب في هذا العداء والخصومة هو دافع الحقد والحسد، إِذ إن المملكة العربية السعودية هي أرض الحضارات العربية ومهبط الرسالة الإسلامية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وورثت المملكة العربية السعودية بكل اقتدار المسؤوليات التاريخية للأمتين: العربية والإسلامية، حيث قامت دولة المملكة العربية السعودية على المنهج الإسلامي الصحيح واحتكمت لشريعته الغراء، واحتضنت مقدساته الشريفة وقامت على خدمة تلك المقدسات ورعايتها. وعطفًا على ذلك فقد تأسست المملكة العربية السعودية على البقعة الجغرافية ذاتها التي هي المسرح السياسي للأحداث التاريخية العربية والإسلامية عبر العصور، وأعني بها بلاد الجزيرة العربية. ولقد استخدم أعداء المملكة العربية السعودية أساليب عديدة وطرقًا متنوعة لأجل القضاء عليها في عصور سابقة، وعلى الرغم من توقف الدولة السعودية سياسيًا لفترات قصيرة إلا أنها سرعان ما استعادت سلطتها السياسية في الجزيرة العربية. وأما أعداء الأمة والدولة المعاصرون فقد عمدوا إلى القيام بتفجير المجمعات السكنية للأجانب والقيام بقتلهم لأجل إيقاع المملكة في حرج مع الدول الأجنبية، لكن الدول الأجنبية أدركت مخططهم ولم تنطلِ عليها الخديعة. ثم عمدوا إلى تفجير المنشآت الأمنية وقتل رجال الأمن وترويع المواطنين من أهل السنة والجماعة، ولعلنا نتذكر محاولة الاعتداء على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه-، إلا أن ذلك لم يزدنا إلا قوة وتماسكًا، ولم يزد الدولة إلا إصرارًا وعزيمة للقضاء على تلك الفئة الضالة. والآن هم يعمدون إلى التفجير في المنطقة الشرقية لمحاولة زرع بذور الفتنة الطائفية ومحاولة تحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقة مسبقًا، وذلك من خلال الضرب على وتر الطائفية الحساس، وما علم أولئك الإرهابيون أننا نحن السعوديين على تنوعنا القبلي والثقافي والمذهبي ننصهر في وعاء واحد هو (هويتنا الوطنية). فيجمعنا وطن واحد وحكومة واحدة نلتف حولها في الرخاء والشدة. ويجمعنا تاريخ واحد صنعه آباؤنا وأجدادنا، لذا وجب علينا الاستمرار في حماية هذا الوطن عن طريق وحدتنا وتماسكنا الوطني حول قيادتنا الحكيمة صفًا واحدًا لا نسمح لأحد كائنًا من كان أن يقوم باختراقه. خالص العزاء وصادق المواساة لذوي ضحايا الاعتدائين الأثيمين على جزئنا الشرقي من مملكتنا الحبيبة، وحفظ الله حكومتنا الرشيدة من كل سوء ومكروه وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ويرعاه- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وفقهما الله وسدد خطاهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..