جاء نجاح فريق النصر في المحافظة على لقب بطولة الدوري، وتكرار إنجاز الموسم الماضي ليثبت جدارته، ويؤكد حقيقة تطوره، وأن عودته للبطولات لم تكن مصادفة أو بضربة حظ، بقدر ما كانت نتاج فكر وجهد وبذل وعمل وتخطيط وإنفاق ضخم لبناء وتجهيز فريق قوي يملك المواصفات والأدوات والمقومات الفنية والإدارية والمالية التي تؤهله لنيْل هذا النوع من البطولات الصعبة الشاقة ذات النفس الطويل، وقبل وأهم من ذلك كانت تتويجاً لقيادة وبراعة الرئيس الأمير فيصل بن تركي. نحن اليوم أمام نصر مختلف في هويته وشخصيته ومكوناته وحجم طموحاته، نصر جدير بالاحترام ويغري الآخرين للاقتداء به والإلمام بتفاصيله واستيعاب حاضره وواقعه بل حتى قراءة مستقبله، وعلينا كإعلاميين أن نمنحه حقه من الاحتفاء والإنصاف والإطراء، وقد جدد للموسم الثاني على التوالي تفوقه وتألقه في البطولة الأقوى، إضافة إلى أنه حققها على حساب الأهلي الفريق الأشرس والأجمل والأكثر إبهاراً هذا الموسم، مثلما فعلها واقتنصها الموسم الماضي من منافسه المتمرس الهلال. مبروك للنصراويين - إدارة ولاعبين ومدربين وجماهير وأعضاء شرف -، وهنيئاً لنا ولهم وللكرة السعودية هذا الحضور البهي المثير لفريق بات اليوم نموذجاً للعزيمة والإصرار والتحدي. يستاهل التكريم كحيلان حينما يأتي ذكر النصر وبطولاته يتبادر إلى الذهن على الفور اسم رئيسه الذهبي الفذ ورمزه المجدد والمطور الأمير فيصل بن تركي، هذا الذي تحوَّل في عشقه وحبه وانتمائه وتواضعه وقوة إرادته إلى ظاهرة ليس على مستوى نادي النصر، بل الأندية السعودية بوجه عام، وليس لأنه حقق معه بطولتي الدوري لموسمين متتاليين، وإنما لأنه نقله بمفرده وبلا دعم شرفي أو رعاية من شركة، من نادٍ غائب متعب يائس محبط إلى نادٍ آخر غني جاذب يبرم أكبر الصفقات ويحرز أصعب البطولات. الأمير فيصل أو كما يحلو لأنصاره تسميته ب(كحيلان) أعاد بعطائه وصبره وجهده وتضحياته للكرة السعودية إحدى ركائزها وعوامل تميزها وانتشارها خليجياً وعربياً وآسيوياً، هو بشخصيته وأسلوب إدارته وتعامله الإنساني والأخوي مع اللاعبين وحل مشاكلهم ومرافقتهم في الحل والترحال والمعسكرات ومشاركتهم في الأفراح والأتراح شكّل إضافة قيادية وإدارية مهمة نحتاجها في أنديتنا السعودية، ها هو يجني ثمارها بطولات طال انتظارها. ولأنه لم يتذمر ولم يشتك وبذل الغالي والنفيس من أجل الارتقاء بنصره وتلبيه آمال وطموحات وتطلعات وأحلام جماهيره بطيب خاطر وسخاء لافت، أقترح في هذا الوقت وفي غمرة الأفراح ببطولة الدوري للأحبة جماهير وأعضاء شرف نادي النصر إقامة حفل تكريم للأمير فيصل بن تركي وتثمين نجاحاته، ورد جزء يسير من جميل إسهاماته وسهره وتعبه وكريم عطائه، عندها أجزم أن الكثيرين حتى من غير النصراويين سيرحبون بالفكرة ويبادرون إلى المشاركة في تكريمه. من الآخر - خسر الأهلي الدوري، لكنه كسب احترام وإعجاب النقاد والمتابعين والجماهير السعودية والخليجية والعربية بمختلف انتماءاتها بفضل عروضه القوية المبهرة ونتائجه المذهلة التي جعلته ينهي موسمه الكروي دون أن يتعرض لأية خسارة. - بمثل ما هنالك إجماع على إخفاق لجنتي الحكام والانضباط، فهنالك إجماع على نجاح لجنتي الاحتراف والمسابقات. ) موسم بعد آخر يتطور أداء رابطة دوري المحترفين، وما حققته هذا الموسم يؤكد أنها في طريقها إلى المزيد من التنظيم لشكل ومضمون ومخرجات الدوري فنياً وإدارياً واستثمارياً وجماهيرياً وأيضاً إعلامياً. - ما أُثير صحفياً حول ديون نادي الهلال المهولة والبالغة أكثر من 120 مليوناً يتطلب تدخلاً سريعاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، خصوصاً في ظل غياب دور هيئة أعضاء الشرف والجمعية العمومية، وحتى تكون الإدارة القادمة على علم بحقيقة ومصدر وأسباب وكيفية سداد أو جدولة هذه الديون. - إذا كان البعض يعرف معنى ما يقوله في البرامج الرياضية من عبارات خطيرة استفزازية متهورة وغير لائقة، فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أكبر وأعظم.