تبدو الأمور ضبابية في المشهد الهلالي، حيث يعاني محبو الزعيم من نقص في المعلومات التي تتعلّق بديون الهلال التي جعلت من رئيسه السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد يطالب ب81 مليوناً من أجل أن يقدِّم استقالته التي طالبته بها الجماهير، رئيس الهلال آنذاك لم يستقل، بل استمر لفترة بعد تلك المطالبات وسط أنباء تقول بأن الديون في النادي الكبير تتضخم بسبب سوء الصرف وقبل ذلك الصفقات الفاشلة التي أبرمت في السنوات الماضية والتي تسببت في أن يصرف الهلال على أندية أخرى من خلال تحمّله لجزء ليس صغيراً من رواتب بعض اللاعبين الأجانب الذين غادروا أسوار النادي ولعل آخرهم الروماني بينتلي، مشكلة الهلال الحالية المتمثلة في الديون تكمن في عدة جوانب وهي كم قيمة هذه الديون ولمن هذه المستحقات وكم الرقم الحقيقي للديون؟ وأسئلة كثيرة حول نفس الملف، الضبابية التي تدور في الزعيم حالياً تساهم في تفاقم المشكلة؛ فسياسة الهروب إلى الأمام لن تجلب إلا المزيد من المشاكل، لاسيما أن الرئيس القادم أياً كان عندما يحضر سيجد أمامه ملفاً لا ذنب له فيه، فمسألة أن تحضر وتجد أمامك ديوناً بعشرات الملايين ستقف حائلاً دون البحث عن عمل للمستقبل، حيث سيقضي فترة طويلة في تسديد الفواتير القديمة، هناك من ظهر وتحدث عن بيع عقد نيفيز وأنه سيحل بعض الإشكالات وكذلك عن تطبيق الهلال وأنه سيساهم في حل الأزمة..! وهنا نطرح سؤالاً: (هل صممت إدارة الهلال السابقة عن ديون إدارة الأمير محمد بن فيصل البالغة 20 مليوناً آنذاك)؟ بالتأكيد نتذكر أن الرئيس طالب بتسديد تلك الديون ولم ير بأن زيادة إيرادات عقد موبايلي آنذاك بأنها ستساهم في حل المشكلة، بل طالب في كل وسائل الإعلام بأن يسدد الأمير محمد ابن فيصل ديون إدارته رغم أن الديون لا يمكن أن تُقارن في بداية استلام الأمير عبدالرحمن للنادي بما ترك عليه الزعيم فاستلم سموه الهلال مديوناً ب20 مليوناً وتركه وعليه ديون مضاعفة عن الرقم السابق ولن تكون بأي حال من الأحوال بأقل من 80 مليون ريال وفقاً لتصريح سموه.. وبذلك فالرئيس المقبل سيكون لديه نفس المنطق للرئيس السابق وهي أبسط حقوقه بالتأكيد فمن حقه أن يستخدم إيرادات النادي الجديدة لعمل جديد وليس لتسديد فواتير قديمة وبطريقة استنزاف لا يمكن أن تأتي بالخير للنادي. الحل حالياً هو عدم الصمت عن ما حصل، بل المطلوب وضع حلول عاجلة للأمر ولو بأن يكون ذلك من خلال لجنة من أعضاء شرف النادي يرأسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد على اعتبار خبرته في هذا الأمر فكما أوقعت إدارته النادي في هذه الأزمة فمن المنطق أن يبحث سموه عن حلول لاسيما أنه هو الرجل المحب للنادي والعاشق له منذ سنوات طويلة كعضو شرف قبل أن يكون رئيساً. ختاماً المرحلة المقبلة للهلال ستكون صعبة للغاية إن لم يكن هناك وقفة جادة من رجال الهلال تجاه ناديهم؛ فالديون سابقة جديدة في النادي العاصمي الكبير، لذلك فالأمر لن يكون سهلاً إلا إذا تكاتف الجميع من أجل موسم مقبل ناجح للهلال يكون شعاره النظر للأمام لا للخلف.