غالباً ما تصدر لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم قرارات تأديبية، يغلب عليها الطابع المادي الصرف. فمثلاً في جانب إيقاف مشرف فريق الفيصلي مدلج المدلج تم إيقافه أربع مباريات، كذلك قررت اللجنة تغريمه عشرين ألف ريال على خلفية التلفظ على الحكم. وبالمثل تم إيقاف لاعب الفريق الأول في نادي الجبيل صاحب العبدالله أربع مباريات، وتغريمه خمسة عشرة ألف ريال، وقبلها تغريم إبراهيم البلوي رئيس نادي الاتحاد أربعين ألف ريال. والأعجب من هذا تنفيذ عقوبة بحق مدرب أحد الأندية، وهو أجنبي، بسبب التلفظ على الحكم أيضاً، ولكن في هذه الواقعة تم إبعاد المدرب مرات عدة وهو مصرٌّ على مهاجمة الحكم السعودي (مرعي العواجي). وفي جميع الأحوال، فإن اللاعب أو المشرف على الفريق أو المدرب لا يدفع شيئاً، وإنما الذي يدفع هو النادي وأعضاء الشرف. والإيقاف مهما طال هو إيقاف مؤقت لمباريات عدة، لا تعني شيئاً، ولا تضر اللاعب أو المشرف أو المدرب الذي يتعدى على قرارات الحكم أو يسيء لناديه أو للرياضة السعودية. ولا شك أن حادثة المدرب الأجنبي ومحاولة تعديه على الحكم السعودي مرعي العواجي هي من أعجب الحوادث وأطرفها.. وإن طرد المدرب الأجنبي في هذه الحالة هو من أسهل الأمور، خاصة في مثل هذه الحالة المستفزة بمحاولة الاعتداء على الحكم. وقبل ذلك تم تغريم جماهير الاتحاد مائتين وخمسين ألف ريال لقيامهم برمي زجاجات المياه على الفريق المضاد في الملعب. وبالطبع النادي هو الذي يتم تغريمه هذا المبلغ. والرياضة قبل كل شيء هي احترام للروح الرياضية، وقدوة حسنة، والتقاء بين الشباب في روح من الود والاحترام والتنافس الشريف.. ولا يجب أن يعبر أحد عن غضبه بهذا الأسلوب الفظ، وإنما هناك أساليب أخرى للتعبير عن الرأي. وفي حادثة رمي زجاجات المياه الفارغة على الملعب قد يكون هناك شخص أو أشخاص مندسون هم من رموا الزجاجات. وفي هذا الشأن يجب وضع كاميرات خفية داخل الأماكن التي يجلس فيها الجمهور؛ حتى يتم رصد كل ما يحدث من قِبل الجمهور في المدرجات. كما يجب أن يكون هناك أيضاً بعض رجال الأمن للحماية وحماية هذه الكاميرات. ولا أدري هل لجنة الانضباط بهذا الأسلوب سوف تمنع هذه التعديات أم أن هناك أسلوباً آخر أكثر شدة من الإيقاف والتغريم للاعب أو المشرف أو المدرب حتى تكون ملاعبنا نظيفة؛ لتتمتع بالروح الرياضية والقدوة للدول الأخرى والرضا للملايين من السعوديين الذين يحبون الرياضة ويكرسون أوقاتهم لمشاهدة المباريات وتشجيع ناديهم كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء؟ وماذا سيكون عليه الوضع إذا استضافت المملكة خلال السنوات المقبلة بعض الأنشطة الرياضية والمسابقات الدولية ككأس آسيا مثلاً، وظهرت مثل هذه التصرفات المسيئة. كرة القدم فائز ومهزوم، وليس عيباً تقبُّل الهزيمة بروح رياضية، وإنما العيب التصرف بصورة تسيء للرياضة. والمنطق يطالبنا بإجراء عادل لمن يتصرف تصرفاً أحمق، وتكرر منه ذلك بالاستبعاد من دخول الملاعب الرياضية السعودية في المباريات الرسمية، سواء كان لاعباً أو إدارياً أو مدرباً. آخر الكلام للترويح عن النفس: (تقول الشاعرة: نورة الحوشان): (اللي يبينا عيت النفس تبغيه * واللي نبيه عيا البخت لا جيبه)