كان الحضور باذخاً والمكان مميزاً، والليلة قد لا ينساها كثير من الذين حضروا حفل الجمعة بدار الأوبرا المصرية، التي تعتبر معقل «الطرب» في القاهرة، وربما في العواصم العربية. كان لا بد للمطرب المصري الكبير أن يضع بصمته ك»عادته» على آذان الجمهور وإدخالهم في حالة من الشجن. في هذا الحفل احتفظ هاني شاكر بمكانته كواحد من «سدنة» الطرب ومالكي مفاتيحه، في زمن الانفلات الفني والصخب غير الممنهج. وإذا كان المكان نوعياً، فإن الحضور والفرقة الموسيقية كانا نوعيين، والحفل كان مختلفاً تماماً عن السائد في الساحة الفنية هذه الأيام. لقد أعاد الفنان هاني شاكر بحفلته في دار الأوبرا ومعه المايسترو أمير عبدالمجيد وأساتذة الفرقة الموسيقية الزمن بنا وراء سنوات طويلة، كاد الجميع يؤكد أنها «ماتت». في حفل الجمعة «المخملي» غنى الفنان هاني شاكر مجموعة من الروائع، وكان للملحن السعودي الكبير «طلال» نصيب الأسد فيها؛ إذ غنى له رائعة «سامحني يا حبيبي»، وهي من كلمات الشاعر الراحل حسين السيد، وكذلك غنى «كنت يوماً أتجبر»، وهي من الأغاني التي غناها الفنان الراحل طلال مداح، ومن كلمات سراب، وكذلك «بعلن عليها الحب» وهي من كلمات الشاعر الكويتي الراحل فايق عبدالجليل، و«يوم عن يوم»، وهي من كلمات الشاعر أحمد علوي. وبدأ شاكر حفله الكبير بأغنية «محتاجين الطيبة»، وهي من كلمات محمد صلاح، وألحان خالد جنيدي، و«نسيانك صعب» كلمات سمير الطاير، وألحان خالد الأمير، و»لا يا قلبي» كلمات نصر محروس، وألحان وليد سعد، و«هو أنا أنسى»، كلمات مصطفى مرسي، وألحان مودي. وفي الحفل غنى هاني شاكر رائعة «حلوة يا دنيا»، وهي من كلمات الموسيقار الراحل محمد الموجي الذي اكتشفه نهاية عام 1972، وتعتبر أولى الأغاني التي غناها له، وكتبها فتحي الغندور، و«يا ريتني» كلمات وألحان مصطفى كامل، و«لو بتحب» كلمات مجدي النجار، وألحان حسن أبو السعود، و«لسه بتسألي» كلمات منصور الشادي، وألحان حسن أبو السعود، وأخيراً غنى للحاضرين وطنية «بلدي». وتميز حضور الحفل بحشد كبير من الفنانين والمثقفين والسياسيين في مصر والسعودية والوطن العربي، وجمهور كبير للفنان هاني شاكر، امتلأت بهم مدرجات دار الأوبرا المصرية، ووسائل الإعلام المحلية والعربية، فيما سيتم نقل الحفل تلفزيونياً في وقت لاحق.