اطلعت على مقال الدكتور محمد العوين (ضرورة ضم اليمن إلى مجلس التعاون) والمنشور في عدد يوم الاثنين 8 رجب 1436ه فلقد صوب المقال البوصلة باتجاهها الصحيح والحقيقي، وكأنه يضع خريطة طريق حديثة جداً يجهلها أو يتجاهلها البعض. إن هذه المقالة فيها الوصف الحقيقي لما عاناه الشعب اليمني واليمن! نعم يجب احتضان اليمن وشعبه، فهو واجب وأكثر من واجب، على كل دول الجوار وخصوصاً المملكة العربية السعودية وكل الخليج، كي لا يترك فريسة لذئاب وثعابين وعقارب إيران وروسيا و»القاعدة» وغيرهم. لولا التدخل السريع للمملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر، لكان الشعب اليمني غير مبالٍ بما يجري عند وصول عاصفة الحزم، كانت فرحة كبيرة للشعب اليمني عندما شعر بأنه ليس منسياً أو وحده، فقد هبَّ جميعاً في مقاومة شعبية ودحر عصابات الحوثيين، الذين اجتاحوا مدنه وقراه حتى ثوار سوريا أحسوا بإحساس الشعب اليمني، وكذلك لبنان والعراق، وكل الشارع العربي والإسلامي بدأ يشعر أن لأمته العربية والإسلامية قائداً شجاعاً وبطلاً، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأعوانه وإخوانه الأبطال. إنه قبل الشروع في بدء فكرة مارشال العربي من أجل إعادة إعمار اليمن، لا بد من الأخذ في الاعتبار بالخطوة الأهم، وهي البناء الفكري والثقافي للمجتمع اليمني حتى لا تحدث انتكاسة، ونجد أننا نعود لنقطة البداية من جديد، حتى لا تذهب كل هذه المجهودات إلى غير محلها، وتحرز المزيد من التقدم على أرض الواقع. الشعب اليمني مدين لعاصفة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين لإنقاذ اليمن من المتمردين على الشرعية، الذين يريدون زعزعة الاستقرار وإحداث فوضى مذهبية مشحونة بالكراهية لتدخل البلاد إلى دوامة دموية تحرق الأخضر واليابس، وتضاف إلى البلدان على سبيل المثال سوريا والعراق، ومن بعد ذلك تهدد كل الدول العربية والخليجية، وهذه الحملة الفوضوية الدموية الطائفية تقودها مع كامل الأسف إيران التي تعبئ أزلامها الذين يتلقون منها تدريبات قتالية ومدججة بسلاحها الفتاك، وتسفك دماء الأبرياء لتنفيذ المشروع الخميني الإمبراطوري في الاستحواذ على الجزيرة العربية، ولكن القيادة السعودية لها حكمة متبصرة بالأخطار المحدقة بالمنطقة، ولها قوة عسكرية عربية هي التي عجلت بتفعيل وحدتها، عندما تبيّن لها أن الأخطبوط الإيراني، بدأ يرمي برجليه في الدول العربية، وتصدت له بسيفها لبتر رجليه من جذورها في الدول العربية، التي أغرقها بدماء الأبرياء، وهذا الوحش سيعرف أن الأسد السعودي، هو الذي سيقضي على توسعه دبلوماسياً وعسكرياً أيضاً لإعادة الكرامة العربية التي تقضي على الخونة.