قد تكون عاصفة الحزم قبل إيقافها أول حرب تقودها بلادي منذ أن وعيت على الدنيا فهي بلاد داعية للسلام والمحبة، تتخذ الحكمة والحلم والتأني أسلوبا لها، وتحرص على تأليف القلوب ومساعدة الآخرين من أجل السلام والمحبة والعدل. ذلك أن وطني المملكة العربية السعودية هو وطن الحب والدين والعقيدة لا يظلم أحدا ولا يؤذي أحدا ويرغب أن يعيش الناس في أمن وسلام واطمئنان ولهذا ينفق الأموال الطائلة لمساعدة الدول وإعمارها وتنميتها.. وكان أول تحدٍّ عايشته لهذا الوطن العظيم دخول مجموعة من الغلاة إلى الحرم المكي الشريف وترويع الناس ومنع الصلاة في الحرم الشريف لأيام طويلة كان خلالها الوقت كابوسا مزعجا بأوهام خروج المهدي وبأفكار دينية متطرفة وبحمد الله دخلنا عام 1400 للهجرة منتصرين بعد أن طهرنا الحرم المكي الشريف منهم وعاد الحرم آمنا تسوده الروحانية والعبادة والإيمان. وبعدها واجهنا مشكلات التخريب في مواسم الحج من أدعياء الثورة رغبة في إثارة القلاقل والفتن والتأثير على الخدمات الرائعة التي تقدمها بلادي للحجاج والمعتمرين وبحمد الله نجحنا في مواصلة التميز في العمل وخدمة زوار وحجاج بيت الله الحرام ورد الله كيد المعتدين عليهم ولله الحمد. ثم وخلالها نصرنا العراق في حربها مع إيران حماية لدين الله وللجار العربي الشقيق فكان الموقف الإيجابي الذي تبعه العالم في تحقيق التوازن وحماية الأمة العربية. وبعدها تعاملنا مع غدر صدام حسين تجاه الشقيقة العزيزة الكويت واشتركنا مع العالم في قيادة تحالف قوي وسياسي وعسكري بالدبلوماسية الحكيمة لوطني الغالي وعلى ضوء ذلك تم تحرير الكويت وعودة الشرعية للشعب الكويتي الشقيق والحق إلى نصابه ولله الحمد. وبعد ذلك ابتليت بلادي بعقوق بعض أبنائها الذين تأثروا بأفكار التفجير والتكفير وعرضوا الوطن لموجات الإرهاب والغدر والخيانة وتعرضوا لمقدرات الوطن ومؤسساته وتفجير مبانيه ومحاولة اغتيال رموزه فكانت البطولة حاضرة وكانت العزة والكرامة والشجاعة قادرة على محاربتهم وتحجيم إرهابهم بالقوة والحكمة وحسن المعالجة. وعندما طلب الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي العون والمساعدة ضد الانقلابيين الخونة من الحوثيين وأعوانهم جاءت عاصفة الحزم لتظهر قدرات أبناء الوطن ولتدخل بلادي الحرب بقرار مليكها الفارس الشجاع وخلفه أبطال القوات المسلحة بمختلف أفرعهم ليهبوا بعزمهم وحسمهم وشجاعتهم تلبية لنداء الملك سلمان -حفظه الله- لحماية دين الله وعقيدة التوحيد من أي أخطار محتملة من هؤلاء المجرمين الذين يجدون العون من الفرس وأعوانهم في حقد بغيض وهدف سيئ لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وبحمد الله لا عجب أن تجد بلادي كل هذا الدعم والنصر والمؤازرة من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة ذلك إنها دولة محبة للسلام ومشاركة في كل عمل إيجابي وهي ضمن الدول العشرين الأقوى اقتصادا في العالم وفيها يعيش قرابة العشرة ملايين وافد يهمون في تنمية أسرهم ومعيشتهم وبلدانهم ومحبين لهذا الوطن ويكسبون الرزق الحلال ويعيشون في آمن وآمان واطمئنان. كما أن وطني متقيد بشرع الله -عز وجل- وقيض الله له حكاما أحبهم الشعب لتمسكهم بعقيدة الإسلام الخالدة وجعلوا طاعة الله نصب أعينهم فتمت العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتم تشجيع حفظة كتاب الله وطبعت مئات الملايين من نسخ القرآن الكريم وبعشرات اللغات العالمية وطبقت الشريعة الإسلامية وتم الاهتمام بالمساجد والعناية بالسنة النبوية وتدريس علوم الدين فنصر الله -عز وجل- هذه الدولة بنصرتها للدين وحرصها على شريعة الله، وبإذن الله هي منصورة في عاصفة الحزم والبوادر واضحة من بسالة رجالها الأبطال والتفاف الشعب خلف قيادته، وكذلك إخوتنا المقيمين الذين نجد منهم الدعم والعون والدعاء وتقدير الأحداث التي يمر بها البلاد. سيظل رأسك مرفوعا أيها الوطن وأعين أبنائك والمقيمين فيك ساهرة واعية متعاونة مع القطاعات المسلحة ضد من يريد المساس بأمنك واستقرارك وروحهم المعنوية مرتفعة شامخة عظيمة قوية لأنك وطن العزة والكرامة ووطن المحبة والسلام ووطن العزم والحسم والشجاعة ووطن النصرة وإغاثة الملهوف ووطن الحرمين الشريفين والعقيدة الإسلامية السمحة. وطن سلمان الوفاء والخير والنماء.