هل تعرف اسم (عمدة الحي) الذي تسكن فيه؟ هل تعرف منزله أو مكتبه؟ هل تحتاج له أصلاً مع التعاملات الإلكترونية؟ هل تعرف دوره في الحي؟! قديماً كان (العمدة) رجلاً مُخضرماً (ذا هيبة)، يتصف بالحكمة والكرم، والأمانة، والاستقامة، يعرف الأسر والبيوت، يزورهم ويزورنه، يعرف أحوال أهل الحي، ويتدخل من أجل الإصلاح، وحل المشاكل العالقة بين الناس - إن لزم الأمر- أما اليوم فقد تقلص دوره، وأصبح (موظفاً) مرتبطاً بالجهات الأمنية، وبعض الدوائر الحكومية، أكثر من ارتباطه بالحي وسكانه، يختصر ختمه الذي (يمهر) كل ورقة، يثبت صاحبها بالصك أو عقد الإيجار أنه من سكان الحي، كل دور يمكن (للعمدة) القيام به، حتى لو كان العمدة لا يعرف (الساكن) شخصياً، ولم يراه قبل اليوم، ولكن الورق يثبت يكفي لإثبات أنه من السكان! أنا شخصياً لا أعرف من هو (عمدة الحي) الذي أسكن فيه؟ وربما أنت كذلك؟ رغم أن عمل (العمدة) ودوره مهم جداً، ويجب أن يأخذ مكانه الطبيعي ليمارس دوره الاجتماعي والأمني والتنظيمي في الحي، واستذكار ماضٍ عريق (للعمدة)، ولعل الخطوة التي اتخذتها (شرطة جدة) هذا الأسبوع، بتنظيم مُلتقى تحضيري لبرنامج أداء (عمد جدة) بمشاركة عدد من الأكاديميين من جامعة الملك عبدالعزيز، تعد خطوة إيجابية، ورائعة في الطريق الصحيح، لتعزيز دور العمدة الاجتماعي، والذي هو (رجل الأمن) الأول في كل (حي سكني)؟! (وظيفة العمدة) تحتاج لمزيد من الاهتمام، بدأ من تعديل (مرتبته الوظيفية) حتى يتسابق المؤهلون لشغلها، وكذلك النظر في تطوير (مقار العمد)، ووضع آلية واضحة لتواصل سكان الحي معهم، وربما في خطوة لاحقة يكون (انتخاب أهل الحي)، واختيارهم للعمدة، أمر ضروري ومُفيد! علينا أن ننتظر أفكار، ونتائج تجربة (شرطة جدة)، التي أتوقّع لها النجاح، لتكون الخطوة اللاحقة استفادة مناطق ومحافظات أخرى في المملكة، من مثل هذا البرنامج التطويري لرفع أداء (العمد)، وتأهيلهم ببرامج نوعية! في وقت قصَر فيه البعض دوره للأسف، في (تصديق بعض الأوراق)، وإيصال طلبات التحضير في قضايا الشرطة والمحاكم! وعلى دروب الخير نلتقي.