مملكتنا الغالية بلد مقدسات ومهوى أفئدة ومرجعية لعالمنا الإسلامي.. لها ثقل ديني وثقل سياسي.. ولها دور مؤثر في السياسات العالمية.. ولها نفوذ في صناعة القرار العالمي. مملكتنا الغالية بحكمتها وحنكتها ودبلوماسيتها الراقية أصبحت محط تقدير واحترام كل الدول والمنظمات العالمية.. ولذلك هي قادرة أن تفعل.. هي قادرة أن تقرِّر.. هي قادرة على ممارسة دور فاعل وقوي لترتيب المنطقة وإعادة الهدوء والاستقرار لها. هي قادرة على مواجهة هذا التمدد الإيراني الذي اتخذ من التشيع غطاء لأهدافه ومآربه وحصان طروادة لتفيك الدول العربية وزعزعة أمنها واستقرارها.. ووجد من ارتباك المنطقة فرصة سانحة لتحقيق أغراضه ومآربه وتجنيد عملائه وزرعهم ونشرهم عبر مفاصل الدول العربية.. وكذلك وجد من تشتت كلمة العرب وتفرقهم وتمزقهم وضعفهم فرصة كبيرة لاختراقهم وتسليح وتجنيد عملائه داخل أراضيهم.. لكن الحمد لله، بفضل الله وبحكمة وحنكة وقدرة وقوة مملكتنا الغالية «عاصفة الحزم» تمارس دورها على أرض اليمن بقدرات وإمكانات ودقة تصويب عالية.. فاليمن الآن يخضع لعملية جراحية صعبة وخطيرة لاستئصال هذا الورم الخبيث الذي تفشى وانتشر في أعضاء ومفاصل الجسد اليمني.. ونسأل الله أن يكلِّل هذه العملية بالنجاح، وأن يضمِّد جراح اليمن، وأن يعيد الأمن والاستقرار إلى يمننا وشامنا وسائر الدول العربية والإسلامية. وكما أسبقنا فمملكتنا الغالية قادرة على ممارسة دورها الريادي في المنطقة وفي العالم بفاعلية وبحنكة سياسية عالية.. ولذلك آمل أن تكون تجربة اليمن فرصة وخطوة وخبرة تسجل في رصيدنا.. كي نستعد للخطوة القادمة والمرحلة القادمة.. فالمنطقة تشهد تحولات كبيرة وتمر بتغيير وكذلك العالم مقبل على تغيير كبير.. وبما أن دولتنا ومملكتنا الغالية تملك هذه الحكمة والدبلوماسية العالية والنفوذ الكبير في مفاصل القرار العالمي.. فأنا من هنا عبر هذه السطور أطالبها بأن تزيد من تكتلها ومن توسيع هذا التكتل وزيادة عدد الدول في هذا التحالف مع تقوية الأواصر والروابط مع دول الخليج.. فأكبر عدو ومهدد لمنطقتنا هي الدولة الإيرانية التي تتوسع على حساب أمننا واستقرارنا. نحن لسنا ضد أي دولة مسالمة تطور نفسها وتسعى لرفاهية شعبها ووطنها. نحن ضد إيران لأن هدفها السيطرة علينا وزعزعة الأمن في وطننا وجغرافيتنا العربية.. نحن ضدها لأنها تمارس قتل إخواننا السنة في العراق وفي سوريا وفي الأحواز.. وكلما زدنا من تكتلنا ووسعنا رقعة هذا التحالف زدنا من قوتنا وهيبتنا، ليس فقط أمام إيران الدولة الجبانة، بل أمام كل المتربصين من حولنا، وأيضاً أعدنا القوة والهيبة لأمة المليار، وإلى السنة الذين أصبحوا ضعفاء مهمشين بسبب تمزق ديارهم وتشتت كلمتهم وتفرق دولهم.. نسأل الله أن يعيد الأمن والأمان والاستقرار إلى سائر أوطاننا العربية والإسلامية، وأن يجعلنا دولاً رائدة فاعلة قوية منتجة.