استخراج اللؤلؤ من أعماق بحر الخليج العربي له قصة قد لا يعرفها الكثيرون. اللؤلؤ مادة صدفية تتشكل داخل المحار, وله لمعان مميز بعد صقله بطرق فنية لإزالة الشوائب منه. في أحد أركان متحف قرية أزميل التراثية بمدينة الجبيل الصناعية يوجود الشاب خالد بن عبد الرحمن الجبر, الذي يجيب لزوار القرية عن اللؤلؤ وتساؤلاتهم حول رحلة البحث الخطرة لاستخراجه, وحفظه.. الخ. (الجزيرة) استضافت على عجالة الشاب خالد, فقال لنا: اللؤلؤ معروف منذ القدم من حوالي 4000 سنة, وقد ورد ذكره في القرآن الكريم، في قوله عز وجل: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}، وكذلك في قوله تعالى: {وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا}، وكان تاجر اللؤلؤ يسمى ب: الطواش، وهو الرجل الذي يمتلك القوارب، وكل قارب يقوده شخص يسمى ب: النوخذة. ويضيف الجبر، قائلاً: كان للغوص قوانين وإجراءات تهدف في المقام الأول لسلامة البحارة والغواصين الذين كانوا يرتدون ما يسمى ب: الشمشول، وهو عبارة عن سروال بلون أسود، لكي يبعد عنهم الأسماك المفترسة؛ كما يستخدمون الفطام كسدادة للأنف، وهي تصنع عادة من قرون الحيوانات أو من صدف السلحفاة. أيضاً يضعون الديين خلف الرقبة، وهو مثل الشبك ويصنع من الليف لكي يوضع فيه المحار أثناء الغوص وكان أيضاً من ضمن الأشياء المستخدمة التي تساعدهم على التقاط اللؤلؤ بالسرعة المطلوبة؛ أيضاً كان الغواصون يستخدمون الزيبل، وهو حبل يكون في أسفله حجر يضعونه على قدمهم لكي يصل بهم إلى قاع البحر بشكل أسرع. وعن مدة الرحلة لجلب اللؤلؤ، يقول خالد: عادة تستغرق رحلة البحث عن اللؤلؤ مدة في حدود أربعة أشهر، ويكون أكل الجميع على القارب خلال الرحلة التمر والماء في فترة النهار، أما في الليل فيأكلون الرز الأحمر، أو ما يسمى بالبرنيوش، والذي يطبخ مع التمر أو السكر لكي يمدهم بالطاقة للقيام بأعمالهم الشاقة والخطرة في اليوم التالي، وهكذا طوال رحلتهم للبحث عن اللؤلؤ المستخرج من أعماق مياه الخليج العربي، والذي يتميز عادة بتميزه وجودته .