كانت أيام عاد بها الراحلون عن الحياة للحياة، اجتمعت بها القرون حتى تقاربت مائة عام وعام. لنكتشف معها أننا نعيش لنغرق، وبعد الموت نعود يجذبنا المخلصون، يكتبنا ويقرؤنا الجميع. معرض الرياض الدولي للكتاب فرصة للحياة للبعث من جديد على عتبات الحرف. معرض الرياض فرصة الأنقياء لإظهار صور الوفاء، وفرصة لخلق أسماء تتطاير مع الورق؛ ليثبت حبر الحرف على جسد الكلمة. لا شيء أجمل من أن تتنفس الورق، تحتضن الكتب، تلامسها بحب، وتبتسم لها. العالقون بالكتابة والكتب يستعدون لهذه الاحتفالية بكل جميل، ينتظرون هذه الأيام كموسم فرح، حصاد، وثيقة ميلاد يتبارى الكل فيها؛ ليقول أنا هنا. معرض الرياض وهب الكثير من الشباب الثقة، أعطاهم أجمل فرصة في الحياة، ولكنها الخطوة الأولى، عصا الساحر التي لا تلبث أن تفشل في ممارسة السحر بعد أعوام وأعوام إن لم يتلبسنا سحر الكلمات ويصل شغاف قلوبنا. لنبرهن أن الكلمة التي تحفر على جبين الزمن تبقى صفحات من نور، تولد كل لحظة، ولنعي تماماً أن الرياح عندما تهب تطلبك أن توجه الأشرعة للطريق الصحيح؛ حتى تسير مراكب الحياة بأمان ونجاح.