تمتع آلاف الناس على جزر نائية بالمنطقة القطبية الشمالية أمس بمشاهدة كسوف الشمس، إلا أن الغيوم حرمت بعضهم من مراقبة هذه الظاهرة الكونية الفريدة والتي شاهدها جزئياً ملايين في قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا. وهتف الناس وصفقوا فيما كان القمر يعترض مسار أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض لمدة 2.5 دقيقة، وكانت السماء صافية على جزر سفالبارد القطبية في النرويج، إذ طُلب من الزائرين أن يبقوا في القرية الرئيسة حتى يتسنى حمايتهم من الدببة -بعد هجوم وقع أمس الأول- والجو قارس البرودة، إلا أن سماء تورشافن عاصمة جزر فارو كانت ملبدة بالغيوم إلى الجنوب، وهو المكان الآخر الوحيد الذي يمكن متابعة الكسوف منه. وتوقعت جزر فارو نحو ثمانية آلاف زائر علاوة على سكان الجزيرة البالغ عددهم 50 ألفاً في أول كسوف من نوعه تشهده المنطقة في 60 عاماً، فيما توجه نحو ألفي زائر إلى سفالبارد ليتضاعف عدد الناس هناك، وقال فريد اسبيناك وهو عالم متقاعد من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) متخصص في الفيزياء الفلكية «سبق أن شاهدت الشفق القطبي وشاهدت بعض البراكين، وهل تلقي بالحمم لكن الكسوف الكلي المبهر لا يزال من أكثر الأمور إثارة التي شهدتها، وكل منها فريد في حد ذاته»، ويتناقض العدد المحدود الذي راقب الظاهرة أمس مع عشرات الملايين من الناس ممن شاهدوا أحدث كسوف في أوروبا عام 1999. وشاهد الملايين كسوفاً جزئياً في أوروبا وروسيا وبعض مناطق شمال إفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا، وشهدت الجزائر كسوفاً جزئياً للشمس صباح أمس، حيث اختفى أكثر من 50 % من قرص الشمس شمال البلاد، وبدأ الكسوف في الجزائر العاصمة في التاسعة وست دقائق بالتوقيت المحلي وبلغ ذروته في الساعة العاشرة وعشر دقائق لينتهي في الساعة الحادية عشرة و19 دقيقة، بحسب بيان المركز الجزائري للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، وكان الكسوف ظاهراً للعيان عبر كل التراب الجزائري بمراحل متفاوتة حسب المناطق وموقعها على الحزام الزمني، كما شهدت العاصمة الرباط صباح أمس كسوفاً جزئياً بدأ في حدود الساعة الثامنة صباحاً وانتهى عند الساعة العاشرة بتوقيت جرينتش. ويعد هذا الكسوف الأكثر وضوحاً من البلدان العربية.