كلنا ندرك أننا نعيش في شبه قارة صحراوية شاسعة الساحة والمساحة. وكلنا ندرك شح الأمطار بحكم الجغرافيا. وكلنا ندرك أن لا أنهر في وطننا الغالي. وكلنا ندرك ذلك النزف الهائل من مخزون الأمطار السطحية والجوفية بحيث أوشكت على النفاد. وكنا ندرك أننا نعيش على ما تمدنا به مصانع التحلية عبر أنبوبها المعرض للتوقف لأي سبب من الأسباب. وكلنا ندرك مدى الأخطار المحدقة بنا من كل جانب. وكلنا ندرك أن لا حياة دون ماء.. وإنما الفناء وقانا الله كارثة الظمأ والفناء. زميلي وأخي الأستاذ الكريم خالد المالك طرح هذه الإشكالية من خلال حلقتين نشرهما في صحيفة الجزيرة الغراء والتداعيات.. بل والضرورات الماسة التي يمكن العمل من أجلها وفق مخطط مستقبلي حياتي تؤمن لهذا الوطن احتياجاته لأهم عنصر من عناصر البقاء ألا وهو الماء. نحن في أمس الحاجة إلى مخزون مائي إستراتيجي يغطي مساحة وطننا الغالي. ندرك أنه مشروع مكلف مادي، ولكن لا شيء يغلى على وجودنا وتواجدنا. نحن بخير.. وقدراتنا المادية مهما كانت التكلفة ليست أغلى من وجودنا.. وإذا كان جحا أولى بلحم ثوره كما يقول المثل فإن الإرادة.. والمنطق يقول: نحن نملك القدرة على تجاوز الصعاب أياً كان حجمها مكلفاً.. مستعينين بالله ثم بما في يدينا من غطاء مادي.. وعلى أن تكون مساعداتنا الخارجية على مستوى العالم في أقل حدودها الممكنة لتغطية التكلفة الباهظة التي نحن أحق بها. لا شيء أهم وأغلى من احتياجات إنساننا أياً كان مهماً.. وغالياً.. لأن القصة حكاية حياة أو موت.. لنأخذ الموضوع بجدية قبل فوات الأوان.. الخطر قادم.. في زمن لا يؤمن جانبه ولا تستهان مثالبه ومخالبه.