كما كان متوقعا، اتخذت الأزمة العميقة التي يعيشها حزب نداء تونس الحاكم، منعرجا خطيرا ينبئ بتداعيات سلبية جدا لا على الحركة وقيادييها وانما على السلطة بأكملها باعتبار ان النداء هو الذي شكل حكومة الحبيب الصيد وهو الفائز في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة. فبعد دخول احد رجال الأعمال رفقة صاحب احدى القنوات التلفزية الفضائية المستقلة على الخط وفضحهما لبعض الوثائق السرية المسربة عن حركة نداء تونس، وفي ظل التطاحن الذي يعيشه قياديو الحركة فيما بينهم بعد خروج الأب الروحي للحركة الباجي قائد السبسي الذي طالما نجح في التاليف بين الفرقاء صلب النداء، بات من شبه المؤكد ان الحركة بانتظار رصاصة الرحمة التي ستجهز على ما تبقى من وحدة بين مكوناتها الأساسية. وكان المستشار السياسي لرئيس الجمهورية و القيادي في حزب نداء تونس محسن مرزوق، صرح بان قناة نسمة تقف وراء كشف البيت الداخلي للحزب ، متهما اياها بسعيها الى فضح مشاكل نداء تونس.و اضاف مرزوقي خلال مداخلة اعلامية على قناة الحوار التونسي ان نسمة سعت إلى فضح البيت الداخلي للحزب من خلال كشفها بشكل علني عن اجتماعات نداء تونس. و تابع مرزوق ان ما يحصل داخل الحزب أمر طبيعي خاصة و «الحزب يمر بفترة مخاض صعبة» ، موضحا انه هناك ثلاث أسباب رئيسية وراء ما يحدث في النداء أولها أن الحزب غاب عنه رئيسه الباجي قائد السبسي الذي كان يتمتع بكاريزما ، اضافة إلى أن الحزب انتقل من موقع المعارضة إلى موقع الحكم الأمر الذي أحدث تغييرا كبيرا هذا فضلا عن سوء تصرف بعض الأعضاء ، لافتا إلى ان نداء تونس لا يزال في فترة التأسيسي مما يجعل من هذه الخلافات أمرا عاديا... . فبالرغم من ان الجميع يدعو الى الترفع عن الجدل العقيم وقبول الراي الأخر والإسراع بعقد اجتماع الهيئة التأسيسية التي لا يتجاوز عدد أعضاءعا 11 عضوا، الا ان شق حافظ قائد السبسي نجل رئيس الدولة، لا يزال يدفع في اتجاه حل هذه الهيئة على خلفية ان دورها انتهى بنجاح الحزب في الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة.