لا شك أن تاريخ الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه يمثل صفحة ناصعة من حياة أبناء هذه البلاد ونحن هنا نسترجع ذكرى التأسيس والتوحيد الكبير لهذه البلاد الطاهرة حين سطر التاريخ ملحمة الرياض واستطاع الملك عبدالعزيز رحمه الله أن يوحد هذه المساحات الشاسعة بالنية الصادقة لإعلاء كلمة الله وتوحيد الصف في مواجهة الجهل والفقر والمرض والخوف والجوع. استطاع الملك الفذ بقليل من العدة والكثير من الثقة بالله والإيمان الصادق والسياسة الحكيمة أن يوحد هذه القبائل المتناحرة ويمهد لعودة التجديد في التوحيد ونبذ الخرافات والجهل في الدين وتصحيح المفاهيم العقدية السائدة في ذلك العصر بالرغم من صعوبة العيش والحصول على الموارد المادية والبشرية في بداية تأسيس مكونات الدولة. ولكن عزيمة الرجال عاندت كل هذه الظروف وتحدت كافة الصعاب والعوائق لتصل إلى الهدف. لقد كان تاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله يؤسس لهذا الكيان العظيم والدولة السعودية الحديثة بالمفاهيم العالمية ويبسطها كدولة قوية بإيمانها غنية بعقيدتها ثرية بشعبها حتى غدت بفضل من الله ومنه من اكبر الدول التي تحظى بمكانة عالية ومتقدمة في المنظومة الدولية. كما أن الملك المؤسس رحمه الله تكفل بدعم كافة المناحي والمجالات التنموية في البلاد الإسلامية والعربية والأقليات الإسلامية من خلال دعمه المادي والمعنوي دعماً للإسلام وأهله. ولقد خلف المؤسس رحمه الله من بعده أبناؤه وأحفاده الذين واصلوا العمل الجاد والبناء في ترسيخ قيم هذه الدولة على أساس كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم، ونحن اليوم نعيش بفضل الله عهداً من الخطط التنموية الناجحة التي تؤتي ثمارها في كل حين على المواطن في التعليم والاقتصاد والسياسة بالعدل بين الجميع وحسن التعامل الرشيد. لقد كانت شخصية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه شخصية تحترم وتحتذى في إقدامها وشجاعتها ونبلها وحسن تخطيطها وتدبيرها للواقع بالرغم من قصور الكثير من أساسات قيام الدول في وقته . لكن صفاته وما يتمتع به من جلد وصبر وعزيمة جعلت هذه البلاد اليوم من أعظم البلدان شأناً وهيبةً بما تحويه من مقام الحرمين الشريفين البلاد الطاهرة الآمنة التي كفل الله حفظها. وقد شرفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصدور الموافقة السامية على تنظيم المؤتمر الدولي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز، الذي يهدف إلى تقديم دراسات تاريخية وحضارية حديثة عن تاريخ الملك المؤسس، وتسليط المزيد من الضوء على جوانب من شخصيته وسيرته وما امتاز به من صفات مكَّنته من تأسيس المملكة، وكذا عرض ما اُستُجد من دراسات ووثائق محلية وعربية وأجنبية عن تاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله. نسأل الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد بدينها وقادتها وشعبها لتظل منبراً ونبراساً للعالمين العربي والاسلامي كما هي دائماً بإذن الله. أ.د. خالد بن عبدالغفار آل عبدالرحمن - وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة